كرة القدم

فلاديمير بيتكوفيتش: ملك المدربين في إفريقيا بالأرقام لا بالكلام

في عالم كرة القدم، حيث تتحدث النتائج والإحصائيات أعلى من أي كلمات، يبرز المدرب السويسري البوسني فلاديمير بيتكوفيتش كواحد من أفضل المدربين في القارة الأفريقية منذ توليه قيادة منتخب الجزائر. لم يكتفِ بإعادة الروح إلى “محاربي الصحراء” بعد فترة صعبة، بل صنع منهم قوة مرعبة خارج الديار، محققًا أرقامًا تثبت تفوقه وتؤكد أن الجزائر، تحت قيادته، في طريقها لاستعادة مكانتها ككبير القارة السمراء.

منذ أن وضع بيتكوفيتش بصمته الأولى مع “الخضر”، أظهر قدرة استثنائية على تحقيق النتائج الإيجابية خارج ملعب الجزائر، وهي نقطة كانت تشكل تحديًا كبيرًا للمنتخب في السابق. في آخر خمس مباريات خارجية، لم يذق بيتكوفيتش طعم الهزيمة، محققًا أربع انتصارات وتعادلًا وحيدًا:

  • فوز على أوغندا 2-1: في تصفيات كأس العالم 2026، أظهر المنتخب قوة هجومية وصلابة دفاعية.
  • فوز على ليبيريا 3-0: في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، كان العرض الهجومي ساحقًا.
  • فوز على توغو 1-0: انتصار تكتيكي خارج الأرض أثبت براعة بيتكوفيتش في إدارة المباريات.
  • تعادل أمام غينيا الاستوائية 0-0: نتيجة إيجابية حافظت على سجله خاليًا من الهزائم.
  • فوز على بوتسوانا 3-1: أحدث انتصاراته خارج الديار، أكد أن الجزائر باتت قوة لا تُستهان بها.

هذه النتائج ليست مجرد مصادفة، بل تعكس رؤية تدريبية واضحة. في هذه المباريات الخمس، سجل منتخب الجزائر 9 أهداف واستقبل 2 فقط، محققًا معدل نقاط مرتفع يبلغ 2.6 نقطة لكل مباراة. هذا المعدل يضع بيتكوفيتش في صدارة المدربين الأفارقة من حيث الأداء خارج الملعب، وهو إنجاز لم يحققه أي مدرب آخر للجزائر في السنوات الأخيرة بهذا الاتساق.

ما يميز بيتكوفيتش ليس فقط النتائج، بل الطريقة التي حققها بها. اعتمد على تنويع أساليب اللعب، من 4-3-3 الهجومية إلى 4-2-3-1 المتوازنة، مما جعل المنتخب الجزائري مرنًا وقادرًا على التكيف مع أي خصم. كما أعاد ثقة اللاعبين في أنفسهم خارج الديار، حيث كانت المباريات الخارجية في السابق نقطة ضعف واضحة. اليوم، بات الخصوم يخشون مواجهة “الخضر” على أرضهم، وهذا بحد ذاته انتصار معنوي كبير.

بيتكوفيتش لا يقتصر طموحه على تحقيق انتصارات مؤقتة، بل يعمل على بناء فريق قوي ينافس على الألقاب الكبرى. تأهل الجزائر إلى كأس أمم إفريقيا 2025 وتصدرها مجموعتها في تصفيات كأس العالم 2026 دليل على أن المشروع يسير في الاتجاه الصحيح. مع مرور الوقت، يبدو أن الجزائر تستعيد هيبتها كقوة إفريقية عظمى، وبرافو لبيتكوفيتش الذي جعلها مرعبة خارج ملعبها.

فلاديمير بيتكوفيتش ليس مجرد مدرب، بل ظاهرة تدريبية تستحق الإشادة. بأرقامه المذهلة وسجله الخالي من الهزائم خارج الديار، يثبت أنه الأفضل في إفريقيا حاليًا، ليس بالكلام بل بالأفعال. الجزائر تحت قيادته ليست مجرد منتخب يلعب كرة القدم، بل قوة لا تُردع، وكل المؤشرات تقول إننا أمام بداية عصر جديد لـ”محاربي الصحراء”. فقط الوقت كفيل بإثبات أن بيتكوفيتش هو بالفعل ملك المدربين في أدغال إفريقيا.

السابق
كيفية مشاهدة مباراة ألمانيا وإيطاليا في إياب ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية 2025
التالي
موزمبيق تكشف عن قائمتها لمواجهة الجزائر في تصفيات كأس العالم

اترك تعليقاً