كرة القدم

بيتكوفيتش يسير على خطى حاليلوزيتش لإعادة بناء المنتخب الجزائري

يبدو أن التاريخ يعيد نفسه في المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم، حيث يتبع المدرب الحالي فلاديمير بيتكوفيتش نهجاً مشابهاً لما اتبعه سلفه وحيد حاليلوزيتش في إعادة بناء المنتخب.

عندما تولى حاليلوزيتش قيادة “الخضر”، واجه تحديات كبيرة داخل المنتخب. وكان من أبرز قراراته وأكثرها إثارة للجدل استبعاد كريم زياني، رغم مكانته في الفريق ودعم الجماهير له. ولم يتراجع المدرب البوسني عن قراره رغم الضغوط، حتى مع اعتزال لاعبين بارزين مثل عنتر يحيى ونذير بلحاج وكريم مطمور.

كان هدف حاليلوزيتش واضحاً: بناء مجموعة جديدة يكون فيها صاحب الكلمة العليا، دون منافسة على القيادة. وقد نجح في تحقيق هدفه، مع بروز أسماء جديدة في صفوف المنتخب.

واليوم، يبدو أن بيتكوفيتش يتبع النهج ذاته. فقد اتخذ قرارات جريئة بإبعاد لاعبين بارزين مثل يوسف بلايلي، سفيان فيغولي، ياسين براهيمي، وحتى الحارس المخضرم رايس مبولحي. هذه القرارات، رغم إثارتها للجدل، تعكس رغبة المدرب في إعادة تشكيل المنتخب وفق رؤيته الخاصة.

حتى مع نجم الفريق رياض محرز، اتخذ بيتكوفيتش موقفاً حازماً. فقد أثار عدم استدعاء محرز في المباريات الأولى تحت قيادة بيتكوفيتش الكثير من التساؤلات. لكن يبدو أن المدرب نجح في وضع إطار واضح للعب مع محرز، مما يؤكد سعيه لفرض رؤيته وقيادته على الفريق.

هذا النهج في إعادة بناء المنتخب، رغم صعوبته في البداية، قد يكون له نتائج إيجابية على المدى الطويل. فقد نجح حاليلوزيتش في بناء فريق قوي استطاع تحقيق نتائج مميزة، وهو ما يأمل الجمهور الجزائري أن يحققه بيتكوفيتش أيضاً.

ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر أمام بيتكوفيتش هو تحقيق التوازن بين التجديد والحفاظ على استقرار الفريق. فالنجاح في كرة القدم لا يعتمد فقط على القرارات الصارمة، بل أيضاً على بناء روح الفريق وتحفيز اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم.

في النهاية، سيكون الحكم على نهج بيتكوفيتش مرتبطاً بالنتائج التي سيحققها المنتخب في الاستحقاقات القادمة. وستكون الأشهر المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه التغييرات الجذرية ستؤتي ثمارها كما حدث مع حاليلوزيتش، أم أنها ستحتاج إلى مزيد من الوقت والصبر من الجماهير الجزائرية المتعطشة للنجاح.

السابق
بن سبعيني يعود بقوة إلى مستواه.. دورتموند يستعيد نجمه الجزائري

اترك تعليقاً