أعرب رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF)، باتريك موتسيبي، عن غضبه الشديد من الوضع الأمني المتدهور في المغرب، الذي يُعدّ المستضيف لكأس أمم أفريقيا 2025، مشيراً إلى عزم الجماهير المغربية على مقاطعة البطولة، بالإضافة إلى فرض المغرب تأشيرات إلكترونية على جماهير الجزائر وتونس. وفي اتصال فوري مع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، حذر موتسيبي من أن هذه التطورات ستُكبد الاتحاد خسائر مالية فادحة، مطالبًا بتعويض فوري من خزينة الجامعة المغربية. هذه التصريحات، التي تُكشف لأول مرة، تأتي في سياق تأجيل البطولة مرتين سابقاً بسبب عدم جاهزية المغرب، مما يُنبئ بفشل نسخة 2025، التي كان من المفترض أن تُقام من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026.
الإنفلات الأمني والمقاطعة: تهديدات تُهدد نجاح البطولة
وفقاً لمصادر مقربة من موتسيبي، وصلت إلى مكتبه أنباء عن تصاعد التوترات الأمنية في المغرب، خاصة في المدن المستضيفة مثل الدار البيضاء وطنجة، مع تقارير عن احتجاجات جماهيرية تطالب بمقاطعة البطولة احتجاجاً على التكاليف الباهظة والإجراءات الأمنية المشددة. وفي خطوة أثارت غضباً إقليمياً، أعلن المغرب فرض نظام تأشيرة إلكترونية مؤقتة (ETA) على جماهير 8 دول أفريقية، بما في ذلك الجزائر وتونس، اعتباراً من 25 سبتمبر 2025 حتى 25 يناير 2026، عبر تطبيق “يلا”، مما يُعيق الوصول السهل للجماهير ويُهدد بحضور منخفض. وصف متابعون هذا النظام بـ”الفشل”، محذراً من انسحاب الجزائر وطلب تدخل CAF، فيما أكدت تقارير أن الطلب الزائد أدى إلى تعليق بيع التذاكر مؤقتاً بسبب الإرباك. هذه التطورات، حسب موتسيبي، ستُكلف الاتحاد خسائر تصل إلى ملايين الدولارات، مع وعود لقجع بتعويضها، لكن الشكوك تتزايد حول جدوى التنظيم.
إقرأ أيضا:بالفيديو .. آيت قاسي يكشف عن رد اللاعب غويري للمدرب بلماضيالندم على الموافقة: تأجيلان سابقان يُعيدان الذاكرة
أعرب موتسيبي عن ندمه الشديد على موافقة CAF على استضافة المغرب في 2019، بعد انسحاب الكاميرون بسبب كوفيد، حيث تأجلت البطولة مرتين: أولاً من 2021 إلى 2023، ثم إلى 2025، بسبب عدم اكتمال الاستادات والبنية التحتية. ظهر موتسيبي غاضباً في اجتماعات داخلية، مشيراً إلى أن هذه التأخيرات كلفت الاتحاد ملايين، وأن الوضع الأمني الحالي، مع الاحتجاجات والتوترات الإقليمية، يُهدد بفشل النسخة كاملاً. وفقاً لتقارير، أدى فرض الفيزا إلى غضب الجماهير الجزائرية والتونسية، مع حملات على وسائل التواصل تطالب بمقاطعة البطولة، مما يُعزز مخاوف موتسيبي من خسائر مالية فادحة تصل إلى 10 ملايين دولار.
إقرأ أيضا:بعد المهزلة .. بيتكوفيتش يتخذ أول قرار مستعجلهل يُعيد CAF النظر في التنظيم؟
تصريحات موتسيبي تُلقي بظلال الشك على نجاح كأس أفريقيا 2025، مع دعوات متزايدة لتدخل CAF لإلغاء الفيزا أو نقل البطولة. رغم وعود لقجع بالتعويض، يبقى السؤال: هل ينجح المغرب في تهدئة التوترات، أم أن النسخة ستُصبح رمزاً للفشل؟ الشعوب الأفريقية تترقب، وموتسيبي يُعدّ لاجتماع طارئ مع لجنة التنظيم، لإنقاذ بطولة كانت وعدًا بالوحدة الرياضية.