الرؤية

عندما يتحول الجهل إلى غفلة يُغْرِق صاحبه في الغِوَاية

الذين مازالوا لم يدخلوا الإسلام مخطئون، وهم في الغفلة غارقون، فلما جهلوا زاغوا، ثم صاروا يعتقدون أن ما هم عليه دِينٌ، والحقيقة أنهم ليسوا على شيء. سألني محاوري، لماذا أهل الكتاب من اليهود والنصارى وغيرهم لم يستجيبوا لدعوة الله الخالق سبحانه وتعالى، ولا لدعوة رسوله عليه الصلاة والسلام عندما دعاهم للإيمان، والدخول في دين الحق الذي هو دين الأنبياء جميعا وهو الإسلام، فما استجابوا ولا تابوا،؟؟
 مع أن الحق الذي لايختلف فيه اثنان من العقلاء هو أن الله تعالى دعاهم ليرحمهم ويسعدهم، وليعطيهم ما لم يخطر على بالهم من النعيم.؟؟ وأن الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم أرسله الله رحمة للعالمين، بشريعة العدل، والخير، والرحمة.؟؟ قلت:(عِنْدَمَا يَتَحَوَّلُ الْجَهْلُ إِلَى غَفْلَةٍ يُغْرِقُ صَاحِبَهُ فِي الْغِوَايَةِ، وَقَدْ يُرانُ عَلَى قَلْبِهِ، وَعِنْدَمَا يَتَحَوَّلُ التَّقْلِيدُ الإِمَّاعِيُّ إِلَى عَادَةٍ مُحَكَّمَةٍ تَضْعُفُ حُرْمَةُ الشَّرْعِ فِي نُفُوسِ الْمُقَلَّدِينَ الْغَافِلِينَ).

قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ﴾ (الأعراف:179)

 إن الذين مازالوا لم يتبعوا القرآن الكريم، ولم يتبعوا خاتم النبيين محمدا عليه الصلاة والسلام، مع الإيمان بكل النبيين عليهم الصلاة والسلام، ومازالوا يظنون أنهم على دين غير دين الإسلام فإنهم مخطئون غير مهتدين.

 قال الله تعالى:﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ﴾ (البقرة:137)

كل إنسان على هذه الأرض إذا لم يؤمن كما آمن أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام في حياة محمد عليه الصلاة والسلام، وبعبارة أخرى من لم يؤمن كما آمن محمد عليه الصلاة والسلام فهو ليس من المهتدين. فإننا نؤمن بأن القرآن حق، أنزله الحق بالحق، لإحقاق الحق. ومن أهل الكتاب الذين آمنوا بمحمد، وبجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام،وعندما سمعوا القرآن آمنوا به واتبعوه.

﴿وَإِذا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ (المائدة:83) .

علموا أن من كان زمن عيسى عليه الصلاة والسلام، حين نزول الإنجيل، أنهم يعملون بشريعة الإنجيل، ومنه أنهم يبنون الكنائس ويصلون فيها، ولكن في زمن محمد عليه الصلاة والسلام من حين بدأ نزول القرآن وإلى يوم القيامة، أن كل الناس يعملون بشريعة القرآن، ومنه أنهم يبنون المساجد ويصلون في المساجد. تذكر، ثم تذكر، ﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ﴾ (البقرة:137). وأعلم أن الفوز يوم القيامة بالإيمان والعمل الصالح، وميزان العمل الصالح شريعة القرآن، فالعمل المخالف لشريعة القرآن ليس صالحا.

السابق
الفقه النبوي الدقيق غائب عند كثير من أهل الإسلام والمشايخ
التالي
بقلم: محمد لواتي .. المشاعر والأحزان

اترك تعليقاً