11 يوليو 2020 - 20:26

الجزائر سُنية .. ولو كره المدخلية

في المجتمع الإسلامي اليوم , وعند بعض الطوائف نوع آخر من المضاربة بالدين ، هناك من يكفرون الناس وهم يوحدون الله . وهؤلاء لا يفرقون بين الكفر وبين المعصية ! في حين يفترض في المسلم الإحاطة بالأصول العامة على الأقل للدين . و عليه أن يتجنب قدر الإمكان الوقوع بسم الدين فيما هو ليس من الدين أصلا .

لقد تفرق المسلمون إلى شيع و أحزاب , “إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء…” و كان لكل فريق وثن سياسي يدفعه إلى الساحة كورقة ضغط , أو كورقة تعطيل … فالذين انشئوا هذه الفرق المتصلبة في الرأي ودفعوا بها إلى الخارطة السياسية هم أولئك الذين لا يريدون للإسلام خيرا , إذ أن الإسلام و في صورة تمكنه سياسيا سيكون أول من يحارب أولئك الذين يؤمنون بالانشطار الديني.لان الانشطار هذا يحقق البقاء لهم , و يزيدهم فسادا في الأرض , و غلوا في الإرهاب.

 لقد حاولت السعودية أن تلعب على الورقتين ورقة السلفية و يمثلها ابن الباز , و ورقة التقنوقراط , و ويمثلها المثقفون من خريجي المعاهد والجامعات الغربية … فأوجدت بين الفئتين صراعا متوازيا ، الفئة الأولى سيطرت تحت ضوابط معينة على الجانب الفقهي , والثانية سيطرت تحت التزامات معينة للأسرة الحاكمة على الجانب الاقتصادي والصراع بين الطائفتين قائم وقد خرج الآن في شكل صراع طائفي ظاهر للعيان. في كل من سوريا والعراق وقد وصل إلى حد لا يطاق , لكن الأسرة الحاكمة بسيطرتها على القرار السياسي في البلاد جعلت هذا الصراع غير واع , في اغلب الأحيان .

المذهب السني في الجزائر متجذر ،ومؤسسه الشيخ ابن باديس –رحمه الله -ونحن له حامدون اتباع، لكن لا يمكن باسمه قتل الرأي الآخر وتكفير الناس.. هذا خطا لم يقل به الامام مالك ولا الائمة الاخرين ما عدا المذهب الوهابي ولأسباب سياسية ودعاته اليوم اغلبهم منظرين لـ : “داعش” والنصرة واخواتهما واغلبهم قاتل في سوريا والعراق مع الصهيوني “برنار ليفي”.

قضية المذاهب : 
انا سني مند الأزل.. ولكن أسال هؤلاء الذين يجهلون الفكر الاسلامي .. هل من صاحب من اصحاب الرسول كفر احدا يقول لالله الا الله ويصلي ويصوم ويقرا القران.. هل فعل ذلك الرسول-ص – فمن قال لا اله الا الله دخل الاسلام.. هل جئتم بدين جديد تكفرون من تشاؤون وتدخلون الاسلام من تشاءون. وكان بيدكم صكوك الغفران ..هذا اولا.
وثانيا : هل من يحارب اسرائيل وهي اكبر عدو لله وللإسلام كافر لأنه شيعي المذهب..؟ يا سفهاء القوم من يدافع عن فلسطين اليوم بدمه ولحمه ويمد المقاومة بالسلاح هل السعودية الضالة والمضللة بمذهبها التكفيري الوهابي.. ؟ من يفسق اليوم ويقامر ويخامر في كل علب الليل في اوروبا وأمريكا اليس الامراء ومشايخ الخليج الذين يدعون حماية الاسلام والانتساب للسنة… من منكم يقدم لي أميرا او شيخا منهم يؤم الناس في العيدين او الجمعة هل تعرفون لمادا ..؟ ان الصلاة لا تجوز وراءهم ..فالصلاة لا تجوز وراء امام فاجر وفي الحديث ((ملعون من أم الناس وهم له كارهون)).
وثالثا: المذاهب ليست هي الاسلام فهي مذاهب اجتهادية ولا تصح بها الصلاة ومن قال انها الاسلام فلا اسلام له..
ورابعا : من يزرع الفتن اليوم ويخرب ويدمر اليست “داعش” واخواتها وهي كلها تدعي الانتماء الى المذهب السني وفيها من كانوا أئمة ودعاة مزيفون.. ومن يمولهم اليست المخابرات السعودية والقطرية بتواطؤ مع امريكا…لا تكونوا وبالا على الاسلام بخرافاتكم هذه .. وأسألكم مادا قرأتم من الإسلام والإسلام رحمة وتسامح وعفو.
 حتى المحاربين لله ورسوله طالبنا القرآن بان لا نؤذيهم ان تابوا قبل ان يقبض عليهم ((فان تابوا من قبل ان تقدروا عليهم فاعلموا ان الله غفور …)) ثم اوليس في الفكر الاسلامي الرأي الآخر… ولكن من جهل شيئا عاداه .. وأؤكد مرة اخرى ان الاسلام بريء من هؤلاء القتلة ومن هذه الفتن.

ضد التحجر المذهبي

من هنا دعونا أكثر من مرة إلى فهم النصوص الدينية فهما “عمليا لا نظريا” واعتبرنا الارتباط بالمذهب الوهابي الذي يقيد العقل ارتباطا مخالفا لما تدعو إليه الأديان السماوية ، وقد عد صاحب هذا العمل في عداد المفقودين ، المسيحية بعد التزوير الذي الحق بها تعاملت مع العقل بهذا المنطق منطق الإلغاء وحتى الرهبان لا يملكون اي صلاحية خارج ما هو مرقوم لهم وكانت النتيجة الخروج الجماعي ضد الكنيسة وممثليها ، وبالتالي كانت المسيحية هي هذه الصورة التي عليها الآن المجتمع المسيحي ، فالطلاق محرم في بعض طوائفها …. و الموسيقى مباحة في الكنيسة ولم لا ، العري الفاضح فيها ناهيك عما يجري داخل مجتمعاتها، لقد انتهت الكنيسة من حيث بدأت بالنص الملغى فيه العقل … والمضاربة بالدين ثم المضاربة بأماكن التدين.
محمد لواتي -كاتب صحفي 

مقالات ذات صلة

  • وليد عبد الحي : خيارات طالبان أحلاهما مر

    24 أغسطس 2021 - 07:41

    3 رسائل مهمة إلى طالبان

    22 أغسطس 2021 - 12:19

    الجزيرة من “منبر من لا منبر له” إلى “شاهد زور”

    21 أغسطس 2021 - 13:57

    وليد عبد الحي : اليمين الأوروبي والعنف

    30 أكتوبر 2020 - 17:39

اترك تعليقا

تصنيفات
خدمة نيوز