قبل الموعد الكروي المرتقب بين الأرجنتين والجزائر، خطف مدرب “التانغو” ليونيل سكالوني الأضواء بتصريحات إنسانية وطريفة عن فلاديمير بيتكوفيتش، مدرب “الخضر” الحالي، الذي أشرف عليه سابقًا خلال تجربته كلاعب في نادي لاتسيو الإيطالي. سكالوني، المعروف بهدوئه وواقعيته في المؤتمرات الصحفية، استعاد جزءًا من ذكرياته كلاعب تحت إمرة بيتكوفيتش، لكن هذه المرة بلمسة مزاح لا تخلو من الإعجاب والاحترام المتبادل بين الرجلين، ما أضفى بعدًا إنسانيًا على المواجهة التكتيكية المرتقبة على خط التماس.
أوضح سكالوني، وهو يبتسم، أن بيتكوفيتش لم يكن يمنحه الكثير من الدقائق خلال تلك الفترة، قائلاً إنه كان “دائمًا على دكة البدلاء” وإن المدرب “كان يُبقيه بجانبه لينقل التعليمات إلى اللاعبين”، قبل أن يضيف مازحًا: “الآن حان دوري لأمسك به”. هذه العبارة، رغم طابعها الطريف، تكشف جانبًا من الشخصية التنافسية للمدرب الأرجنتيني، الذي يرى في المباراة فرصة رد اعتبار رمزي، لكن في إطار من الاحترام المهني لمدرب كان جزءًا من مسيرته كلاعب. مثل هذه التصريحات تعطي للمواجهة بُعدًا قصصيًا يتجاوز التسعين دقيقة، حيث يلتقي فيها المدرب والتلميذ السابق وجهاً لوجه على مستوى الأفكار وخيارات اللعب، لا على مستوى الصراعات الشخصية.
وفي قراءة فنية أعمق، لم يتردد سكالوني في الإشادة بالمستوى الذي يقدمه المنتخب الجزائري تحت قيادة بيتكوفيتش. وصف “الخضر” بأنهم فريق يقدم “كرة قدم جميلة جدًا” تعتمد على الضغط العالي، وهو أسلوب حديث يرتبط بمفاهيم كرة القدم المعاصرة مثل افتكاك الكرة في مناطق متقدمة والانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم. هذا التوصيف من مدرب بطل العالم يمنح الكثير من المصداقية للعمل الذي يقوم به الطاقم الفني الجزائري، كما يعكس احترامًا واضحًا للهوية التكتيكية التي يحاول بيتكوفيتش ترسيخها مع جيل جديد من اللاعبين.
إقرأ أيضا:بالفيديو .. هدف ياسين براهيمي قائد الغرافةسكالوني أشار كذلك إلى أن الجزائر “فريق جيّد جدًا يغذّي الكرة الأوروبية، خصوصًا الفرنسية”، في إشارة إلى العدد الكبير من اللاعبين الجزائريين أو من أصول جزائرية الناشطين في الدوريات الأوروبية الكبرى، وخاصة في فرنسا. هذه النقطة تضع المنتخب الجزائري في خانة المنتخبات التي تستفيد من مدرسة التكوين الأوروبية وتعيد توظيف هذه الخبرة لصالح المنتخب الوطني، ما يمنحه مزيجًا من الانضباط التكتيكي والمهارة التقنية، ويجعله منافسًا مزعجًا للمنتخبات الكبرى. كما أن وصف اللاعبين الجزائريين بأنهم “ممتازون جدًا” يعكس نظرة عالمية جديدة للكرة الجزائرية التي لم تعد مجرد منتخب قاري، بل خزانًا حقيقيًا للمواهب المحترفة في أهم الدوريات.
من زاوية إعلامية، تضفي هذه التصريحات بعدًا تسويقيًا قويًا على أي مواجهة تجمع الأرجنتين بالجزائر، لأنها تُقدِّم المباراة على أنها صدام بين مدرستين: مدرسة بيتكوفيتش التي ترتكز على الانضباط التكتيكي والضغط، ومدرسة سكالوني المبنية على الفعالية الجماعية وتوظيف نجوم الصف الأول لخدمة المنظومة. كما تمنح الجماهير الجزائرية جرعة معنوية إضافية، إذ تسمع منتخبها يُوصَف بأنه “جميل” و”جيد جدًا” من مدرب توّج بلقب كأس العالم ويُعد من أبرز الأسماء في كرة القدم الحالية. هكذا تتحول كلمات سكالوني من مجرد تصريحات عابرة إلى شهادة قيمة في حق الكرة الجزائرية، وإلى عنصر إضافي يرفع سقف الترقب قبل أي مواجهة تجمع “التانغو” بـ”الخضر” في الفترة القادمة.
إقرأ أيضا:الواد المغربي يشتكي صخرة دفاع الخضر بلعمري الى الفيفا