بيتكوفيتش يفرض بصمته ويعيد رسم ملامح منتخب الجزائر

في كل معسكر جديد، يثير فلاديمير بيتكوفيتش الجدل ويجلب الفضول لتحركاته داخل بيت المنتخب الجزائري. فاختيارات المدرب البوسني لقائمة مباراتي زيمبابوي والسعودية تعكس توجهًا جديدًا يجمع بين الجرأة والثبات، حيث لا مكان للتقليدية ولا مجال للمجاملات على حساب الأداء والمستقبل.

رؤية متجددة تحقق التوازن

جاءت القائمة المعلنة مزيجًا دقيقًا بين أصحاب الخبرة والقادمين الجدد. أسماء بحجم يوسف بلايلي، نبيل بن طالب، وياسين بن زية تم استبعادهم، وهو قرار ينبع من رغبة فنية واضحة في ضخ دماء جديدة ومكافأة اللاعبين ذوي الحضور البدني والفني اللافت مع أنديتهم هذا الموسم. الأضواء خُطفت من طرف ياسين تيطراوي، لاعب وسط شارلوروا الرائع الذي انتظره الجميع طويلاً قبل أن يمنحه بيتكوفيتش ثقته؛ إليه يرافق المدافع إلياس بن قارة، موهبة بوروسيا دورتموند، استدعاء يُشير لسياسة تأمين المستقبل أكثر من الحلول الظرفية.

عودة وانسجام

في الوقت ذاته، أعاد المدرب لاعبين بارزين كانوا بعيدين أو مصابين مثل إسماعيل بن ناصر ورامز زروقي، في إشارة إلى فهم واقعي لاحتياجات المجموعة وقدرة هؤلاء على إحداث الفارق. عيسى ماندي، محمد أمين توقاي، وآيت نوري يمثلون الاستمرارية والدعم الفني في الخطوط الخلفية، بينما أسماء مثل رياض محرز، محمد الأمين عمورة، وبغداد بونجاح تعطي خط الهجوم خبرة وثقلًا في المواجهات الكبرى.

فلسفة تنافسية بلا هوادة

ما يميز معسكر بيتكوفيتش الحالي هو التصريح المتكرر للمدرب أن “الأماكن أصبحت غالية”، فالتنافس على حجز مكان في التشكيل الأساسي أصبح رهانًا يوميًا لكل اسم في القائمة؛ لا تفضيل ولا تثبيت نهائي لأي لاعب إلا وفق المستوى في النادي والمنتخب. هذا النهج يصنع كيمياء جديدة تعيد للمنتخب روحه الطموحة وتُصعّد من نسق العمل الجماعي.

تحديات المرحلة المقبلة

التغييرات الواسعة، والرهان على الشباب، والقدامى العائدين، كلها مؤشرات عن مشروع طويل الأمد هدفه الأساسي الذهاب بعيدًا في كأس إفريقيا وتحقيق حضور مشرف في كأس العالم 2026. وبين الضغط الجماهيري، وطموحات الإعلام، يواصل بيتكوفيتش فرض فلسفته في بناء منتخب لا يعتمد فقط على أسماء، بل على جودة وتجانس المجموعة في كل الظروف.

في ختام هذه الافتتاحية، يظهر أن بيتكوفيتش يكتب سطورًا جديدة في تاريخ الخضر، وقائمة نوفمبر هي خطوة أخرى باتجاه إعادة منتخب الجزائر إلى دائرة المنتخبات الكبرى قارياً وعالمياً. كل الأنظار الآن على نتائج المعسكر ومردود المجموعة خلال المباراتين المقبلتين، وهل سينجح هذا التجديد في صناعة منتخب حقيقي يعيد البريق إلى القميص الوطني.