هكذا غير بيتكوفيتش نتيجة مباراة الجزائر و غينيا الاستوائية

شهدت صعوبات كبيرة، نجح الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش في قيادة المنتخب الوطني الجزائري لتحقيق فوز ثمين على حساب منتخب غينيا الاستوائية. وكان لتغيير النهج التكتيكي والتبديلات المدروسة التي أجراها المدرب السويسري الأثر الكبير في قلب موازين اللعب وتحقيق الانتصار.

الشوط الأول: صراع تكتيكي

شهد الشوط الأول من المباراة صراعاً تكتيكياً بين الفريقين، حيث حاول كل منهما فرض أسلوبه على مجريات اللعب. ورغم سيطرة الخضر على الكرة، إلا أن غياب الفاعلية الهجومية وبعض الأخطاء الفردية حالت دون ترجمة هذه السيطرة إلى أهداف.

الشوط الثاني: بيتكوفيتش يصنع الفارق

مع بداية الشوط الثاني، قرر بيتكوفيتش إجراء بعض التغييرات التكتيكية، حيث دفع ببعض اللاعبين الذين أحدثوا فارقاً كبيراً في الملعب. ونتيجة لهذه التغييرات، تحسن أداء الخضر بشكل ملحوظ، وبدأوا في خلق فرص خطيرة على مرمى المنافس.

ما يهم في مثل مباريات كهذه هو تحقيق الفوز والحصول على النقاط الثلاث، خاصة وأن مباريات شهر سبتمبر غالبًا ما تكون معقدة.
مواجهة غينيا الاستوائية كانت معقدة في بدايتها؛ فقد دخل المنافس بأسبقية نفسية، بعد أن كان وراء بتر سلسلة 35 مباراة دون هزيمة للمنتخب الجزائري في الكاميرون؛ رغم اعتماده من البداية على التكتل الدفاعي ومحاولة المباغتة في الهجمات المرتدة.

وقد كان بالإمكان رغم تعقيدات الشوط الأول أن تكون نتيجة المباراة مختلفة تماما لو سجل محرز ركلة الجزاء واستغل بن رحمة إحدى فرصتيه ولو سجل بن زية فرصة غريبة أهدرها في د90+4.

الحارس ماندريا صحح الأخطاء السابقة :

أعجبني أداء الحارس ماندريا الذي أنقذ تسديدة صاروخية، وأعجبني خط الدفاع الذي كان في المستوى وصحح أخطاءه، وأجبر المنافس على اللجوء للتسديدات من خارج منطقة الجزاء، ومع ذلك لم يكن اختيار إشراك ماندي في الجهة اليمنى من الدفاع موفقًا، إذ بدا ثقيلاً ويفتقر إلى الحيوية، مما جعل الرواق الأيمن ضعيفًا في الشوط الأول، عطال دون منافسة دخل بحيوية في منصب متقدم وكان أفضل بكثير.

بن ناصر زروقي ثنائية غير مدروسة

ثنائية بن ناصر وزروقي غير مدروسة، لا أعرف ما الذي يعجب المدربين في زروقي حتى يحصل على كل هذه الثقة، خلال هذه المرحلة بدا أغلب اللاعبين وكأنهم متفرجون، باستثناء بن رحمة الذي كان يتحرك ويطلب الكرة وراء المدافعين، بينما البقية لا لم يجهتدوا لخلق حلول.

ركلة الجزائر الضائعة عقدت الأمور :

إضاعة ركلة الجزاء من طرف محرز زادت من تعقيد الأمور، وأعطت المنافس دفعة معنوية وسمحت له بالخروج من مناطقه واللعب بشكل أكثر ثقة.

أما في الشوط الثاني، فقد كانت البداية مختلفة جدًا من حيث الحماس والاندفاع، حيث ارتفعت حرارة اللاعبين عقب توجيهات بيتكوفيتش واندفعوا نحو مرمى المنافس وهاجموا بأكبر عدد، اختفت الكرات العشوائية والتمريرات غير المدروسة، مما أجبر الغينيين على ارتكاب العديد من الأخطاء.

كان بإمكان منتخبنا تسجيل هدفين إضافيين قبل أن يأتي الهدف المحرر بفضل مجهود فردي من رياض محرز، الذي قدم أداءً لافتًا (بعد شوط أول متوسط) في الشوط الثاني وكان جيدًا حتى خروجه في الدقيقة 82.

المنتخب الجزائري واصل أداءه الجيد بعد التغييرات، واللافت أيضا هو اللياقة البدنية في نهاية اللقاء مقابل انهيار المنافس.

رغم ذلك، هناك مشكلات واضحة يجب معالجتها. الفريق يعاني من تقدم سن بعض اللاعبين، مثل عيسى ماندي وبونجاح حان وقت التغيير؛ إضافة إلى ذلك، يعاني المنتخب من غياب اللاعب المُبتكر في وسط الميدان، حيث حين يتكل المنافسون ونعجز عن الاختراق نجد أنفسنا نلعب بخطين الدفاع والهجوم مع فراغات كبيرة وغياب حلقة الربط.

انتصار مفيد في انتظار باقي المشوار :

ورغم أن الحكم على مستوى الفريق من مباراة واحدة في سبتمبر قد يبدو مبكرًا، إلا أن هذه المواجهة أظهرت جوانب هامة يجب التركيز عليها. من الواضح أن هناك حاجة ملحة لتجديد الدماء في صفوف المنتخب.

إذ أن الاعتماد على لاعبين شبان سيكون ضرورة للمستقبل، هؤلاء اللاعبون قادرون على إضافة الحيوية والابتكار في اللعب، وهو ما يفتقر إليه المنتخب في الوقت الحالي، الفريق بحاجة إلى روح جديدة وتجديد وخلق تنافس أكبر بين اللاعبين.

بالمجمل، الانتصار في هذه المباراة كان مهمًا جدًا ونهاية المباراة كانت جيدة ومطمئنة إلى حد ما لكن الأداء لا يزال بحاجة إلى تحسين كبير وعمل أكبر ينتظر المدرب .

والفريق الذي سيخل مباراة ليبيريا بحماس لوضع قدم في كأس أفريقيا بالمغرب، في النهاية تحية حارة للجمهور الوهراني الذي ساند المنتخب في أصعب الأوقات ولم يتوقف دقيقة واحدة، كما أعجبني معلق المباراة سيف الدين بن زردة الذي كان في المستوى طيلة زمن التعليق.