صحوة غير مسبوقة للدينار أمام الدولار واليورو في البنوك و السكوار

تقلصت مكاسب العملة الوطنية نسبيا في التعاملات الرسمية أمام اليورو، بعد أن حققت صعودا لافتا في الأشهر الأخيرة، بينما ما زال أداؤها مقابل الدولار الأمريكي في تحسن، لكن بشكل عام يتجه الدينار نحو تسجيل سنة غير مسبوقة في سعر صرفه لدى البنوك لم تتحقق منذ 10 سنوات على الأقل.

في السياق، تظهر بيانات بنك الجزائر المتعلقة بسعر صرف الدينار مقابل العملات الأجنبية إلى غاية 21 ديسمبر 2022، أن قيمتها مقابل 1 يورو بلغت 145.9200 دينار للشراء، و145.9909 للبيع.

وبالنظر إلى هذه البيانات يتضح أن العملة الوطنية تراجع أداؤها في الأسابيع الأخيرة مقابل اليورو بعد أن حققت مكاسب لافتة في الأشهر القليلة الماضية، حين وصل سعر 1 يورو إلى أقل من 140 دينار، نزولا من 157 دينار في بداية العام الجاري.

ورغم هذا “التراجع” في سعر صرف العملة الوطنية مقابل اليورو في الأسابيع الأخيرة، إلا أن الدينار حقق مكاسب على أساس سنوي مع اليورو تبلغ حاليا نحو 12 دينارا، بالنظر إلى أن الأشهر الأولى من السنة شهدت وصول سعر الصرف إلى 157 دينار لكل 1 يورو، بالنظر إلى أن العام الجاري لم يعد يفصلنا عن نهايته سوى 11 يوما.

وتزامن هذا التراجع الطفيف في أداء الدينار أمام اليورو في البنوك مع انتعاش العملة الأوروبية الموحدة في الأسابيع الأخيرة واستعادتها لبعض قوتها أمام الدولار الأمريكي، إذا يبلغ صرف 1 يورو 1.06 دولار أمريكي في الفترة الحالية، بعد أن كانت الورقة الخضراء قد تخطت اليورو في الأشهر الماضية.

أما سعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار الأمريكي للفترة ذاتها فقد بلغ حسب بيانات بنك الجزائر 137.2848 للشراء، و 137.2998 للبيع.
وبالنظر إلى ما تضمنه قانون المالية الجاري (2022)، فإن العملة الوطنية تتجه لإغلاق السنة بفارق ايجابي بـ12 دينارا مقابل الدولار، من منطلق أن القانون ذاته حدد سعر إغلاق لسنة 2022 الذي حدده بـ149 دينار لكل 1 دولار.

وهو أمر إن حدث سيكون سابقة على الأقل في العشر سنوات الأخيرة، بعد أن لجأت حكومات سابقة إلى انتهاج انتهجت سياسة تخفيض قيمة الدينار كل عام، للحصول على عائدات مالية أكبر مقابل الدولار.

وحسب متابعين، فإن هذا التعافي في سعر صرف العملة الوطنية لدى البنوك مقابل اليورو والدولار، راجع إلى التحسن المسجل في أربعة مؤشرات رئيسية تعتبر أسس تقييم مستوى الدينار الجزائري، على غرار تنافسية الاقتصاد الجزائري مقارنة بالاقتصاديات الأخرى، وأسعار الطاقة.

التي كلما ارتفعت زادت قيمة العملة الجزائرية، وتحسن الأداء بميزان المدفوعات، إضافة لنمو الاقتصاد الوطني من خلال الناتج الداخلي الخام وأداء الاقتصاد بصفة عامة.