3 منتخبات تعلن إستقبال الخضر في ملاعب محايدة في تصفيات المونديال

يبدو أن قرعة تصفيات مونديال 2026 كانت في صالح المنتخب الوطني لحد بعيد هذه المرة، ليس فقط بسبب هوية المنتخبات المنافسة التي تبدو نظريا في متناول “الخضر” فحسب، بل لأن جل المنتخبات التي سيواجهها أشبال جمال بلماضي في هذه التصفيات ضمن المجموعة السابعة، لا تملك ملاعب مؤهلة وستكون مجبرة على الاستضافة في التصفيات خارج الديار، وخاصة بالنسبة لمنتخبات غينيا، أوغندا والصومال والتي لعبت مثلا الجولة الماضية من تصفيات “كان” كوت ديفوار خارج ديارها وفي ملاعب محايدة.

الصومال لن تستقبل “الخضر” في ملعبها رسميا

وقبل الحديث عن المنافسين المباشرين المرشحين لمزاحمة “الخضر” على تأشيرة المونديال وأهمهم غينيا والموزمبيق، سيكون المنتخب الوطني مطالبا بضمان نقاط المنتخبات الأقل تصنيفا في المجموعة والبداية بمنتخب الصومال الذي يحتل حاليا المرتبة 199 عالميا، حيث ستكون الفرصة مواتية لضمان نقاط هذه المباراة ذهابا وإيابا، بما أن منتخب الصومال سيستضيف على الأرجح المنتخب الوطني في ملعب محايد للصومال التي لم يتم تأهيل ملعبها الدولي في العاصمة مقديشو ولن يتم تأهيله قريبا بسبب عدم توفره على أدنى الشروط الدولية المفروضة، كما أن الأوضاع الأمنية في البلاد، دفعت “الكاف” طيلة السنوات الماضية لإجبار هذا المنتخب على اللعب خارج قواعده.

تعودت على الاستقبال في ملعب دار السلام بتنزانيا

هذا وينبغي الإشارة أن المنتخب الصومالي اختار ملعب دار السلام بتنزانيا مسرحا لمبارياته التي يستضيف فيها طيلة السنوات الماضية، وهو ما يعني أن لقاء الصومال أمام المنتخب الوطني سيلعب في تنزانيا بنسبة 99 بالمائة، وهو الملعب الذي يعرفه جيدا المنتخب الوطني بحكم أنه لعب فيه أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، وأخرها كان في جوان 2022 عندما فاز على منتخب تنزانيا بثنائية.

غينيا لن تلعب في كوناكري مبدئيا

يبق الأهم بالنسبة للمنتخب الوطني هو ضرورة مواجهة المنافس المباشر على تأشيرة المونديال في هذه المجموعة، وهو منتخب غينيا صاحب التصنيف الثاني في قرعة تصفيات المونديال، في ملعب محايد وخارج العاصمة كوناكري، حيث لا يلعب منتخب غينيا داخل الديار بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية داخل البلاد منذ سنتين تقريبا، وقد اضطر لاستضافة منافسيه طيلة 24 شهر الماضي في الملاعب المغربية، حيث كانت أخر مباراة له والتي استضاف فيها أمام منتخب مصر ولعبت أيضا في المغرب.

تأهيل ملعبها الدولي قريبا مستبعد جدا

هذا وتسارع الاتحادية الغينية في الأشهر الأخيرة لتجهيز ملعب 28 سبتمبر الذي تم إعادة تأهيله من طرف السلطات الغينية، وهو الملعب الذي كان مرشحا لاستضافة نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة، حيث بلغت نسبة الأشغال فيه حسب الإعلام الغيني درجة كبيرة، ما يرشح فتحه في الأشهر المقبلة، وحتى في حالة استفاء الشروط اللازمة والمقاييس الدولية، فإن الوضع الأمني والسياسي الغير مستقر في غينيا في السنوات الأخيرة، قد يدفع “الفيفا” للتفكير جيدا قبل برمجة لقاءات تصفيات كأس العالم في ملعب 28 سبتمبر الغير مؤهل لغاية الآن.

أوغندا تستقبل خارج ملعبها ولقاء “الخضر” الأخير لعب في الكاميرون

إضافة لمنتخب الصومال الذي سيستضيف المنتخب الوطني خارج الديار، فإن الوضع نفسه سيكون مع منتخب أوغندا الذي لا يمتلك حاليا أي ملعب دولي مؤهل، وهو الذي يستقبل خارج قواعده منذ عدة أشهر، إذ يختار عادة مصر للاستضافة فيها، قبل أن يستقبل المنتخب الوطني في تصفيات كأس أمم إفريقيا مؤخرا في شهر جوان الماضي بمدينة دوالا في الكاميرون وتحديدا في ملعب “جابوما”، وهو ما يعني أن “الخضر” سيضمنون بنسبة كبيرة مواجهة أوغندا خارج ديارها.

وضعية الموزمبيق وبوتسوانا تبق غامضة

هذا وإن كانت ثلاثة منتخبات قد تضطر على الأرجح لاستضافة المنتخب الوطني خارج الديار، فإنه في الجهة المقابلة، نجح منتخبي الموزمبيق وبوتسوانا في رفع التحفظات والاحترازات المقدمة ضدهم في الأشهر الأخيرة، حيث كانا ممنوعان أيضا من الاستضافة داخل الديار بسبب عدم توفر الشروط والمعايير الدولية في ملاعبهم، إلا أن الأمور تغيرت في الأسابيع الأخيرة.

تحصلوا على رخص استثنائية ولكن…

ووافقت “الكاف” في تاريخ “الفيفا” الأخير في شهر جوان على تأهيل ملعب منتخب الموزمبيق الرئيسي وهو ملعب “دو زيمتبيتو” الذي يتسع لأكثر من 45 ألف متفرج، ما سمح لمنتخب الموزمبيق بالاستضافة فيه، إلا أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم منح رخصة استثنائية لاتحاد الموزمبيق لكرة القدم للعب في هذا الملعب شريطة إزالة بقية التحفظات التي لا تزال عالقة.

شروط “الفيفا” تختلف كثيرا عن شروط “الكاف”

ومعلوم أن تصفيات المونديال تخضع لأحكام “الفيفا” وليس “الكاف” مثلما هو عليه الحال بالنسبة لتصفيات “الكان”، وهو الأمر الذي قد يفرض على الموزمبيق الإسراع في إزالة التحفظات والاحترازات المتبقية على ملعبها الرئيسي، خاصة وأن شروط “الفيفا” حازمة، وقد تخلط فعلا أوراق الموزمبيق في هذه التصفيات وتفرض عليها اللعب خارج الديار.

ملعب “غابورون” يحتاج لتهيئة أشمل ولكن…

ويبق المنتخب البوتسواني هو المنتخب الوحيد الذي سيضمن بنسبة كبيرة جدا اللعب في ملعبه ضمن تصفيات المونديال بجانب الجزائر طبعا، حيث تم إزالة جل الاحترازات السابقة على الملعب الرئيسي لهذا المنتخب “ملعب جامعة غابورون” والذي يتسع لحوالي 25 ألف متفرج، لتوافق “الكاف” على تأهيله مجددا في شهر جوان الماضي، علما أن المنتخب الوطني سبق له اللعب في هذا الملعب ضمن تصفيات “كان” الكاميرون وفاز فيه بهدف يوسف بلايلي.

كل شيء ممكن في إفريقيا

وحتى إن كانت المعطيات حاليا ولغاية كتابة هذه الأسطر، تؤكد أن منتخبات غينيا، الصومال وأوغندا ستستضيف المنتخب الوطني خارج الديار، إلا أن كل الاحتمالات تبق واردة في الأشهر المقبلة، بحكم أن “الكاف” عادة ما تخضع لأحكام “الكواليس” والتي قد تغير كل شيء، وقد تفرض على المنتخب الوطني اللعب في ملاعب غير معتمدة ومؤهلة وغير جاهزة ولا تستجيب للمعايير والشروط الدولية، وهو ما حدث في أكثر من مناسبة خلال السنوات الماضية.

الأشهر المقبلة قد تغير الكثير

نقطة أخرى قد تؤثر على الوضع الراهن، وهو طول فترة التصفيات المونديالية والتي ستمتد على مدار ثلاثة سنوات كاملة، وهو ما قد يقلب عدة معطيات رأسا على عقب، فهنالك منتخبات لديها ملاعب جاهزة ولكنها قد لا تعتمد مستقبلا، بينما قد تنجح منتخبات أخرى في تأهيل ملاعبها وتجهيزها بحكم طول الفترة الزمنية التي ستلعب فيها هذه التصفيات.