8 أغسطس 2020 - 14:21

من الذاكرة .. وطني الجزائر

في الوطن أشياء جميلة وأناس طيبون وهم كثر..في الوطن عمل متواصل وتحديث على كل الجبهات..في الوطن أيضا آمال وهي للجميع ..والكثير منا – مع الأسف – يأخذه الطغيان المادي فلا يري في هذا التحول والطيبة إلا ما يراه النائم في الظهيرة ..إني أؤمن بالتفاؤل، ومن الذين يستنجدون به في الظروف الحرجة …ذلك، لأني أعرف ذلك بحكم تجربتي وقراءتي للأحداث وما يدور في القارات الخمس.

 أعرف أن وطني أجمل بكثير من بعض الأوطان وأن الناس فيه وإن أصابتهم أحيانا المصائب هم من أشرف الناس، أتذكر هنا أقوالا لكبار الساسة والكتاب ورجال الدين المشهود لهم عن الجزائر.. الإمام محمد الغزالي- رحمة الله- كان يقول على مسمعي وعلى مدار وجوده في الجزائر بأن الجزائر بلد الإيمان وبلد الحرية، والقرضاوي قبل أن يخرف كان يقول نحن حين نكون في الجزائر لا نحتاج إلى من يحرسنا أو ينهينا عن قول الحق لأنها بلد اليقين والإيمان.
 على التسخيري الإيراني والذي صار لاحقا وزيرا للثقافة في إيران كان هو أيضا يفتخر بوجوده بالجزائر ولا يعود إلى وطنه إلا بعد أن يؤكد للشباب الجزائري بأنه في بلد تحفه أرواح الشهداء. الشيخ حسين فضل الله كان راسه مطلوب من كل المخابراات وعلى راسها مخابارت المهلكة السعودية كان يحاضر في الاوراسي وراسه مرفوع لان من يحميه وقتها هي المخابرات الجزائرية وهو مظمئن اليها وشاكرا لها وما تمتع بحرية القول والسير الا في الجزائر.
 علماء أتراك وسوريون وعلى رأسهم شهيد المحراب محمد رمضان البوطي ومن بلدان أخرى كانوا طيلة تواجدهم بالجزائر يؤكدون على أنهم لا ينعمون بالحرية إلا في الجزائر. بل إن مفكرا إسلاميا من مصر ومرشح سابق لرئاسة مصر قال لي أني أرى لا فرق عندكم بين الحاكم والمحكوم(1983) بعد أن شاهد الوزراء ورئيس الدولة( الشاذلي بن جديد رحمه الله) آنذاك يذهبون جميعا إلى صلاة الجمعة في لباس شبه موحد.
 العقيد الخهاشمي هجرس- رحمه الله- قال لي كنا نصلي صلاة الفجرفي الجبال على الجليد..قال لي عبد الماك بن حبيلس –رحمه الله- علمني العربية كي اقرا مقدمة ابن خلون باصلها العربي لانه كان مفرنس لغة فقط ….قال لي مرة رجل امن وانا لاعرفه ،ابن انت والله كنا ننتظر مقالك الأسبوعي في أسبوعية العقيدة لنستنير به فذهلت، قلت له الحمد الذي وفقني لخدمة الوطن وليس لصا فيه … خبير بلجيكي قال لي أيضا إنكم تمتلكون الحضارة بمعناها الإنساني، نحن في بلجيكا قتلتنا المادة ونحن ذاهبون إلى تصفيه ما تبقي لدينا من قيم الإنسانية. هذه جزئيات مختصرة جدا مما سمعته خلال مسيرتي الصحفية تحتاج في الأصل إلى مجلدات واذكر بها هنا تأكيدا على أن الجزائر بخير وأن الأمة التي تملك في رصيدها الجهادي أكثر من سبعمائة ملايين لترمن دم الشهداء لا يمكنها أن تكون خارج التاريخ و خارج الحضارة.. رغم ما اصبها من انحطاط بعض المسؤولين الذين عميت بصيرتهم فأوغلوا في النهب للمال العام والبعض منهم انغمس في الخيانة لمبادئه ومبادئ الشهداء والوطن، لكن العودة الى الوهج الحضاري والفكر الانساني ليس ببعيدين بعد ان بدأت تصفية العناصر الخبيثة من مراكز صناعة القرار السياسي.
محمد لواتي 

مقالات ذات صلة

  • وليد عبد الحي : خيارات طالبان أحلاهما مر

    24 أغسطس 2021 - 07:41

    3 رسائل مهمة إلى طالبان

    22 أغسطس 2021 - 12:19

    الجزيرة من “منبر من لا منبر له” إلى “شاهد زور”

    21 أغسطس 2021 - 13:57

    وليد عبد الحي : اليمين الأوروبي والعنف

    30 أكتوبر 2020 - 17:39

اترك تعليقا

تصنيفات
خدمة نيوز