كرة القدم

فضيحة جديدة في جوائز الكاف و إقصاء ممنهج للجزائريين

ما يحدث في كواليس كرة القدم الإفريقية من فساد وتحايل ليس مجرد “شعور بالظلم” بل واقع موثق وممتد منذ سنوات. فقد كشفت عدة تقارير وتحقيقات عن حجم الفساد الهيكلي من القاعدة وحتى أعلى هيئة، الاتحاد الإفريقي “الكاف”، مع تكرار الفضائح، ضعف الشفافية، وتكريس مناخ التلاعب الذي يضرب كل معايير العدالة الرياضية.

شهدت نسخة جوائز الكاف لعام 2025 جدلاً واسعاً بعد إدراج منتخب تحت 20 سنة لأول مرة في قائمة المرشحين لجائزة أفضل منتخب أكابر، وهو إجراء غريب فجر حفيظة المتابعين والإعلاميين. كما تعزز الاستغراب مع استبعاد الجزائري فلاديمير بيتكوفيتش، الذي قاد الخضر لتصفيات مثالية نحو كأس إفريقيا والمونديال، من ترشيحات أفضل المدربين رغم تفوقه رقميًا على كثير من المنافسين. القرار أثار تساؤلات حول آليات الترشيح ومدى شفافيتها، خصوصاً في ظل سيطرة أسماء معينة وتجاهل إنجازات واضحة في مسابقات الكبار.

لم يعد من الممكن الحديث عن كرة القدم الإفريقية دون الإشارة لمشاكل التحكيم، الذي بات أزمة موسمية تتكرر مع كل بطولة وجولة. فضائح رشاوى، إيقافات بالجملة، وحكام أدينوا باغتيال فرص أندية ومنتخبات، كما حدث لمهدي عبيد وغيره من أصحاب السوابق. اللجوء للتحكيم الأجنبي أضحى مطلباً لبعض الاتحادات لحفظ ما تبقى من نزاهة، والأمثلة لا تحصى: شكاوى الجزائر بكأس العالم، احتجاجات الرجاء على التحكيم، وأزمات متواصلة مع استغلال النفوذ في لجان المسابقات..

إقرأ أيضا:لاعبة فرنسية تفاجىء آدم وناس بتصريحات مثيرة

ما يجري في الاتحادات الوطنية ينعكس شكلاً وموضوعاً في قرارات القارة. مافيا التسيير، المحاباة في توزيع الجوائز والمناصب، وحتى تدخلات في تنظيم البطولات وبرامج الأندية. كل ذلك أدى لتشويه صورة كرة القدم الإفريقية وجعلها أرضاً خصبة لانتشار الفساد، بل وسبباً لمهازل تنعكس حتى على مستوى المنافسات المحلية والدولية. هذه الحلقة المقفلة يصعب كسرها طالما غابت المحاسبة والمراجعة المستقلة، وحول الكاف إلى “إمبراطورية طاغية” تفرض خياراتها رغم الانتقادات.

رغم تصاعد الأصوات داخلياً وخارجياً لبدء إصلاحات شاملة تضمن الاستحقاق الرياضي بعيداً عن الولاءات والصفقات، إلا أن الوضع الحالي يثبت، بحسب تقارير وتحقيقات إعلامية دولية، أن انتهاء زمن الفساد مجرد أمل تتجدد المطالبة به كل موسم جديد. ما يحتاجه المشهد الرياضي الإفريقي اليوم ليس اعترافاً بفساد الحكم أو الجوائز فقط، بل إرادة جدية لتغيير جذري في الإدارة وكشف ملفات الانحراف، حتى تنصف كرة القدم مواهبها وتعيد ثقة الجماهير.

إقرأ أيضا:بيتكوفيتش يضع شروطا صارمة لأي لاعب لإستدعائه للمنتخب الوطني
السابق
المدافع بوط يبدع مهاجماً ويقود شبيبة القبائل لفوز قاتل على اتحاد خنشلة
التالي
عودة صانع الألعاب تُبعد مازة من خيارات بيتكوفيتش ؟