في ظلال الهزيمة المؤلمة 4-3 أمام السويد يوم 10 يونيو 2025 على ملعب فريندز آرينا، عادت ثنائية عيسى ماندي ورامي بن سبعيني لتكون محور النقاش مجددًا، حيث شكلت كابوسًا مرعبًا للمنتخب الجزائري على مر السنين. في كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، تلقى “الخضر” هدفين أمام زيمبابوي، ولولا براعة رايس مبولحي في المرمى، لكانت النتيجة فضيحة كبرى لأشبال ليكنس. كررت الثنائية نفس السيناريو أمام تونس، حيث تلقت الجزائر هدفين في مباراة أخرى، مما يُظهر استمرارية المشكلة الدفاعية.
عودة الثنائية: من بلماضي إلى بيتكوفيتش
بعد سبع سنوات، عاد جمال بلماضي مجبرًا للاعتماد على هذا الثنائي، لكن الأداء ظل ضعيفًا، مما أدى إلى خروج المنتخب من دور أول كأس أمم إفريقيا 2023 في كوت ديفوار. الآن، وبعد سنة ونصف من تلك “النكسة”، اعتمد فلاديمير بيتكوفيتش على ماندي وبن سبعيني، لتتحول المباراة أمام السويد إلى فضيحة دفاعية بكل المقاييس، رغم أن المنتخب السويدي لم يلعب بكامل قوته الهجومية بغياب نجومه إيزاك وغيوكيريس. هذا الأداء يطرح تساؤلات حول جاهزية الثنائي لتحمل ضغط المواجهات الكبرى.
أخطاء كارثية وأدوار متذبذبة
رامي بن سبعيني كرر سيناريو 2022 أمام السويد، حيث تسبب برعونته في خسارة سابقة وطرد في الشوط الأول. في المباراة الأخيرة، ارتكب خطأ دفاعيًا فادحًا منح ضربة جزاء للسويديين في المرحلة الثانية، وكاد يُطرد مجددًا بعد تدخل قوي بدون كرة، وذلك في وقت كان المنتخب الجزائري مسيطرًا. من جهة أخرى، يعاني عيسى ماندي من ضعف في المحور الثنائي، حيث يحتاج إلى شريك بشراسة مثل جمال بن العمري للاستفادة من قراءته الجيدة كمدافع لليل. هذه الأخطاء الفردية أبرزت هشاشة الدفاع رغم السيطرة المتقطعة.
الحلول المقترحة: إعادة هيكلة الدفاع
لمعالجة هذه الأزمة، يُقترح تحول المنتخب إلى خطة 3-4-3، حيث يمكن لعثمان ماندي وبن سبعيني اللعب كمحوري أيمن وأيسر، مع تعيين مدافع ثالث مثل توڨاي لتقوية الخط الخلفي. بديلًا عن ذلك، يمكن لماندي العودة كظهير أيمن أو مدافع محوري أيمن كما كان في أيامه الذهبية مع ريال بيتيس، بينما يلعب بن سبعيني كظهير أيسر أو محور أيسر. اقتراح آخر يدعو للاستثمار في ثنائي شاب (ناير وبوناصر) تدريجيًا من سبتمبر 2025، في انتظار ظهور مدافعين جدد يقدمون ضمانات أقوى.
دور الوسط والجناحين: خلل شامل
لا تتحمل المحور مسؤولية الفشل وحده، حيث ساهم خط الوسط في هذه “المهزلة” بضعف التنظيم، إضافة إلى عدم رجوع الجناحين للأدوار الدفاعية، مما أخل بالتوازن العام. هذا الخلل يتطلب تدخلاً شاملاً من بيتكوفيتش لضبط المنظومة، خاصة مع تضييع السويد لفرص عديدة كانت قد تزيد الفارق. التركيز يجب أن ينصب على تحسين التنسيق بين الخطوط وتدريب اللاعبين على الانضباط التكتيكي.
خاتمة: فرصة للتعافي أم استمرار الأزمة؟
بعد هذه الهزيمة، يواجه بيتكوفيتش اختبارًا حقيقيًا لإعادة هيكلة الدفاع، حيث أصبحت ثنائية ماندي وبن سبعيني رمزًا للضعف المتكرر. مع اقتراب الاستحقاقات الكبرى، يتطلب الأمر قرارات جريئة، سواء بتغيير التشكيلة أو الاستثمار في الشباب، لإنقاذ المنتخب من تكرار الفضائح واستعادة ثقة الجماهير.