كرة القدم

عوار يدرس العروض الأوروبية بعد تجاهل الجماهير لإسهاماته الحاسمة في الإتحاد

حسام عوار

كشفت تقارير إعلامية مؤخراً أن النجم الجزائري حسام عوار قد قرر مغادرة نادي الاتحاد السعودي في الفترة المقبلة، رغم تمسك إدارة النادي بخدماته، وذلك بسبب المشاكل المتكررة التي واجهها مع جماهير الفريق منذ بداية الموسم الحالي. وتشير المعلومات إلى أن اللاعب يدرس العروض التي وصلته، خاصة تلك القادمة من الأندية الأوروبية، في محاولة للعودة إلى الساحة الأوروبية بعد تجربته في الدوري السعودي.

تأتي هذه الخطوة رغم المساهمات الحاسمة التي قدمها اللاعب لفريق الاتحاد، خاصة في الأوقات الحرجة من المباريات، حيث برز بشكل لافت كمنقذ للفريق في الدقائق الأخيرة من العديد من المواجهات. وفي ظاهرة غريبة وفريدة من نوعها، نجح عوار في تسجيل أهداف حاسمة في الوقت الضائع من مباريات متعددة هذا الموسم، مما جعله يتحول إلى “ملك الدقائق الأخيرة” في الدوري السعودي، لكن يبدو أن ذلك لم يكن كافياً لكسب ود بعض مشجعي النادي.

الأرقام والإحصائيات تتحدث عن نفسها، فقد نجح اللاعب الجزائري في التسجيل في الدقيقة 94 أمام الخلود، وفي الدقيقة 98 ضد التعاون، كما سجل في الدقيقة 89 مجدداً أمام الخلود، وأضاف هدفاً آخر في الدقيقة 91 ضد الفتح. ولم يقتصر تألقه على التسجيل فقط، بل نجح في صناعة هدف في الدقيقة 95 أمام التعاون، وواصل هوايته المفضلة بالتسجيل في الدقيقة 95 ضد الوحدة، قبل أن يختتم مسلسل أهدافه القاتلة بهدف في الدقيقة 95 في مرمى النصر.

هذه الإحصائيات المذهلة تؤكد ما بات يعرف عن اللاعب الجزائري من قدرة استثنائية على التألق في اللحظات الحاسمة والظهور عندما يحتاجه فريقه أكثر، ليثبت مقولة “لا تأمن للجزائري حتى صافرة النهاية” التي باتت تتداول في الأوساط الرياضية كناية عن القدرة المذهلة للاعبين الجزائريين على حسم المباريات في أواخر دقائقها.

رغم هذه المساهمات الحاسمة التي قدمها عوار للفريق، فقد واجه اللاعب الدولي الجزائري موجات من الانتقادات والتجاهل من قبل بعض مشجعي الاتحاد، الذين لم يقدروا حجم العطاء الذي يقدمه داخل المستطيل الأخضر. هذا التحامل المستمر على اللاعب في أكثر من مناسبة، إلى جانب تجاهل إنجازاته وأهدافه الحاسمة، كان السبب الرئيسي وراء تفكيره الجدي في مغادرة النادي، رغم العقد الذي يربطه به والرغبة الواضحة من الإدارة في الإبقاء على خدماته.

وتشير مصادر مقربة من اللاعب إلى أن عوار يشعر بخيبة أمل كبيرة من المعاملة التي يتلقاها من بعض المشجعين، خاصة وأنه قدم مستويات مميزة منذ انضمامه للفريق، وكان من أبرز اللاعبين الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية إنقاذ الفريق في العديد من المباريات الصعبة. لذلك، بات اللاعب مقتنعاً بضرورة البحث عن فرصة جديدة قد تقدر موهبته وعطاءه بالشكل المناسب، وهو ما دفعه للتفكير جدياً في العودة إلى أوروبا.

مع وصول عدة عروض أوروبية للاعب الجزائري، تبدو فكرة عودته إلى القارة العجوز قائمة بقوة في الفترة المقبلة. فعوار الذي سبق له اللعب في أولمبيك ليون الفرنسي قبل انتقاله إلى الدوري السعودي، يملك خبرة كبيرة في الملاعب الأوروبية، ويمكن أن يكون عنصراً مهماً لأي فريق يسعى لتعزيز خط وسطه بلاعب يتمتع بمهارات فنية عالية وقدرة على صناعة الفارق.

وتبقى الأيام المقبلة حاسمة في تحديد وجهة اللاعب الجزائري، الذي قد يفضل العودة إلى الدوريات الأوروبية الكبرى من أجل إعادة إثبات نفسه على الساحة العالمية، خاصة وأنه لا يزال في مرحلة النضج الكروي ويملك الكثير ليقدمه في عالم الساحرة المستديرة.

وفي حال مغادرته للاتحاد، ستكون خسارة كبيرة للنادي السعودي الذي سيفقد أحد أبرز لاعبيه وصانعي ألعابه، لكنها في المقابل قد تكون فرصة للاعب للانطلاق من جديد في مشوار احترافي يليق بموهبته واستثنائيته، بعيداً عن الضغوط والانتقادات غير المبررة التي واجهها في الفترة الأخيرة.

تسلط قصة عوار مع جماهير الاتحاد الضوء على قضية مهمة في عالم كرة القدم، وهي أهمية دعم الجماهير للاعبين وتقدير مجهوداتهم مهما كانت الظروف. فالتحامل المستمر على اللاعبين، حتى أولئك الذين يقدمون مستويات مميزة، قد يؤدي إلى نتائج عكسية ويدفعهم للتفكير في الرحيل، وهو ما قد يؤثر سلباً على مستوى الفريق في المستقبل.

وتبقى العلاقة بين اللاعبين والجماهير علاقة حساسة تحتاج إلى الكثير من التوازن والتقدير المتبادل، فكما أن الجماهير تنتظر من اللاعبين تقديم أفضل ما لديهم، فإن اللاعبين أيضاً بحاجة إلى الدعم والمساندة، خاصة في الأوقات الصعبة، ليتمكنوا من تجاوز العقبات وتقديم أفضل المستويات داخل المستطيل الأخضر.

السابق
المنتخب الجزائري المحلي يتأهل بجدارة إلى نهائيات الشان بعد الفوز العريض على غامبيا
التالي
أمين غويري يبدع من جديد ويقود مارسيليا للفوز على لوهافر