على هامش الدورة الـ75 لكونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) في العاصمة الباراغوايانية أسونسيون، التقى رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف)، وليد صادي، بنظيره الإسباني رافاييل لوزان أبال، اليوم الخميس 15 مايو 2025. شكّل هذا اللقاء فرصة لتعزيز العلاقات بين الاتحادين، حيث تمحورت المحادثات حول آفاق التعاون المستقبلي في عدة مجالات كروية، مع تركيز خاص على إمكانية تنظيم مباراة ودية بين المنتخب الجزائري (الخضر) ونظيره الإسباني في عام 2026.
آفاق التعاون بين الاتحادين
خلال اللقاء، بحث الطرفان سبل إرساء شراكة رياضية طويلة الأمد، مع التركيز على تطوير كرة القدم للفئات الشبانية (ذكور وإناث) وتعزيز منافسات كرة القدم داخل القاعة (فوتسال). يهدف الاتحاد الجزائري من خلال هذه الشراكة إلى الاستفادة من التجربة الإسبانية الرائدة في تكوين المواهب وصقل المهارات الفنية لدى اللاعبين الشباب، خاصة أن إسبانيا تُعتبر من أبرز المدارس الكروية عالميًا، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية. كما يسعى الاتحاد الجزائري إلى توسيع شبكة الشراكات الدولية لدعم تطوير الكرة الجزائرية على مختلف الأصعدة، بما يتماشى مع سياسته الجديدة للانفتاح على كبرى الاتحادات العالمية.
مباراة ودية مرتقبة في 2026
كان أبرز ما تم مناقشته خلال اللقاء هو إمكانية تنظيم مباراة ودية بين المنتخبين الأولين للجزائر وإسبانيا في أفق عام 2026. تأتي هذه المبادرة في إطار التحضيرات للاستحقاقات الكبرى المقبلة، خاصة مع اقتراب كأس العالم 2026 التي ستُقام في الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، والمكسيك. مباراة كهذه ستكون فرصة ذهبية للمنتخب الجزائري للاحتكاك بأحد أقوى المنتخبات العالمية، حيث يُعتبر المنتخب الإسباني من الفرق العريقة التي سبق لها التتويج بلقب كأس العالم 2010 وبطولة أمم أوروبا في أعوام 2008، 2012، و2024. هذا اللقاء قد يُسهم في رفع مستوى الخضر واختبار قدراتهم أمام فريق يمتلك خبرة واسعة وأسلوب لعب متطور.
أهمية المباراة للمنتخب الجزائري
المنتخب الجزائري، الذي يقترب من التأهل إلى كأس العالم 2026 للمرة الخامسة في تاريخه، يسعى لاستغلال مثل هذه المباريات الودية لتحسين أدائه والاستعداد الأمثل للمونديال. الخضر، بقيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، أظهروا أداءً مميزًا في تصفيات المونديال حتى الآن، حيث تصدروا مجموعتهم السابعة التي تضم منتخبات مثل موزمبيق، بوتسوانا، أوغندا، وغينيا. مباراة ودية أمام إسبانيا ستكون بمثابة اختبار حقيقي لقدرات اللاعبين الجزائريين، خاصة مع تألق نجوم مثل رياض محرز، أمين غويري، وإسماعيل بن ناصر في الدوريات الأوروبية هذا الموسم.
تاريخ المواجهات بين الجزائر وإسبانيا
تاريخيًا، لم يسبق للمنتخب الجزائري أن واجه نظيره الإسباني في مباراة رسمية أو ودية على مستوى المنتخبات الأولى، مما يجعل هذا اللقاء المحتمل حدثًا استثنائيًا للجماهير الجزائرية. ومع ذلك، سبق للمنتخب الجزائري أن شارك في كأس العالم 1982 في إسبانيا، حيث حقق إنجازًا تاريخيًا بفوزه على ألمانيا الغربية (2-1)، لكنه لم يواجه المنتخب المضيف آنذاك. هذا اللقاء، إذا تم تنظيمه، سيكون الأول من نوعه بين الفريقين، مما يضيف إليه طابعًا خاصًا.
أثارت فكرة المباراة الودية اهتمامًا كبيرًا بين الجماهير الجزائرية، حيث عبر العديد من المشجعين عبر منصة X عن حماسهم لهذا الحدث المحتمل. البعض اعتبرها فرصة للمنتخب الجزائري لإثبات جدارته أمام منتخب بقيمة إسبانيا، بينما رأى آخرون أنها ستكون خطوة تحضيرية مثالية للمونديال. من جانبه، يبدو أن الاتحاد الجزائري، بقيادة وليد صادي، يتبنى سياسة طموحة لتعزيز مكانة الخضر عالميًا، سواء من خلال تنظيم مباريات ودية قوية أو تطوير الكرة المحلية.
رغم الحماس الكبير، يبقى تنظيم هذه المباراة مرهونًا بجملة من التحديات، أبرزها توافق الروزنامة الدولية لكلا المنتخبين، خاصة أن عام 2026 سيكون مزدحمًا باستحقاقات مثل كأس العالم والتصفيات القارية الأخرى. كما أن اختيار مكان المباراة سيكون عاملًا مهمًا، حيث قد تُلعب في الجزائر لإتاحة الفرصة للجماهير المحلية لدعم الخضر، أو في إسبانيا كجزء من تحضيرات المنتخب الإسباني على أرضه.
إمكانية تنظيم مباراة ودية بين الجزائر وإسبانيا في 2026 تُعد خطوة استراتيجية هامة في مسيرة المنتخب الجزائري نحو العالمية. اللقاء بين وليد صادي ورافاييل لوزان أبال في أسونسيون يعكس الطموح الكبير لتطوير الكرة الجزائرية، سواء من خلال الشراكات الدولية أو المباريات الودية الكبرى. تظل الجماهير الجزائرية على أمل أن تتحقق هذه المباراة، لتشهد مواجهة تاريخية تضيف إلى سجل الخضر إنجازًا جديدًا يُحكى عنه لسنوات قادمة.