حقق المنتخب الوطني المحلي فوزًا عريضًا على نظيره الغامبي بثلاثية نظيفة في المباراة الحاسمة التي جمعت بينهما ضمن التصفيات المؤهلة لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين (الشان). وبهذا الفوز، ضمن “الخضر” تأهلهم للنهائيات التي ستقام شهر أوت المقبل في شرق إفريقيا بمشاركة تنزانيا وأوغندا وكينيا.
جاءت انتفاضة المنتخب الجزائري في الشوط الثاني بعد شوط أول متواضع المستوى، حيث تمكن المهاجم عبد الرحمان مزيان من افتتاح التسجيل في الدقيقة 60، قبل أن يضيف البديل عادل بولبينة هدفين متتاليين ليكمل الثلاثية ويسجل أول ثنائية له مع المنتخب المحلي.
تغييرات بوقرة… مفتاح الفوز
أثبت المدرب مجيد بوقرة مرة أخرى حنكته التكتيكية من خلال التغييرات الموفقة التي أجراها في الشوط الثاني، خاصة بإقحامه للمهاجم عادل بولبينة الذي كان له الفضل الكبير في توسيع الفارق وتأمين النتيجة. كما أن تحويل مزيان إلى الجهة اليمنى كان قرارًا صائبًا أسهم في فتح الثغرات بدفاع المنافس.
وبعد افتتاح التسجيل مباشرة بعد استئناف اللعب في الشوط الثاني، بدأت تظهر فراغات أكثر في دفاعات غامبيا استغلها لاعبو المنتخب الجزائري بذكاء لإضافة هدفين آخرين وحسم المواجهة.
التأهل الثالث في تاريخ “الخضر”
يعد هذا التأهل الثالث للمنتخب الجزائري المحلي إلى نهائيات كأس إفريقيا للاعبين المحليين في تاريخه، بعد مشاركته في نسختي السودان (2011) والجزائر (2023). وهو إنجاز مهم يضاف إلى سجل المنتخب المحلي الذي يسعى للعودة بالتاج القاري هذه المرة.
ويعتبر هذا التأهل بمثابة فرصة ذهبية للاعبين الشبان بصفة خاصة لإثبات قدراتهم على الساحة القارية والتألق في بطولة بحجم كأس إفريقيا للمحليين، كما أنه سيساعد التشكيلة على ضمان تحضير جيد لكأس العرب من خلال المشاركة في هذه المنافسة القارية.
عمل كبير ينتظر أشبال بوقرة
رغم الفوز المقنع والتأهل المستحق، إلا أن المنتخب الجزائري المحلي ما زال في حاجة إلى العمل على عدة مستويات قبل النهائيات المقررة في الفترة من 2 إلى 30 أغسطس/آب المقبل.
فالآداء الجماعي كان متوسطًا على العموم، لكنه يبقى قابلًا للتطور خلال الفترة القادمة. ولا يجب أن ننسى بأن عمر هذا المنتخب لا يتعدى بضعة أسابيع فقط، ومازال المدرب مجيد بوقرة في حاجة إلى المزيد من الوقت لخلق الانسجام بين اللاعبين وتحقيق التناسق المطلوب بين مختلف الخطوط.
وتنتظر الطاقم الفني بقيادة “الماجيك” بوقرة ورشات مفتوحة على كل المستويات، خاصة فيما يتعلق بتحسين المردود الهجومي وتعزيز الصلابة الدفاعية، إذا ما أراد المنتخب العودة بالتاج الإفريقي.
التأهل وكفى… لكن الطموح أكبر
في الختام، يمكن القول إن “التأهل وكفى” هو الأهم في مثل هذه المواعيد الفاصلة. فبلوغ المنتخب المحلي نهائيات الشان من شأنه أن يفتح آفاقًا واسعة للاعبين ويمنحهم فرصة ثمينة لاكتساب الخبرة والاحتكاك بأفضل المنتخبات المحلية في القارة السمراء.
وبعدما نجح المنتخب الوطني المحلي في تخطي عقبة التصفيات، يتطلع الشارع الرياضي الجزائري إلى مشاهدة أداء أفضل وطموح أكبر في النهائيات، مع إمكانية المنافسة بقوة على اللقب القاري الذي سيكون الهدف الأسمى لأشبال المدرب مجيد بوقرة.