في ليلة كروية محبطة لعشاق “العميد”، خسر فريق مولودية الجزائر أمام ضيفه أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي بهدف دون رد، في مباراة ذهاب ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا، التي أقيمت مساء الثلاثاء 1 أبريل 2025 على ملعب 5 جويلية الأولمبي بالعاصمة الجزائرية. هذه الخسارة وضعت الفريق الجزائري في موقف صعب قبل مباراة الإياب المقررة يوم 9 أبريل في جنوب إفريقيا، مما يعقد حلم النجمة الثانية القارية.
شوط أول مثالي وانهيار تكتيكي
بدأت المولودية المباراة بقوة، حيث سيطرت على مجريات الشوط الأول بفضل أداء متوازن وانتشار جيد في الملعب. الفريق الجزائري، بقيادة المدرب التونسي خالد بن يحيى، اعتمد على طريقة لعب هجومية مع التركيز على بناء الهجمات من العمق، لكن افتقر إلى اللمسة الأخيرة أمام المرمى. في المقابل، ظهر أورلاندو بيراتس بتكتيك دفاعي محكم، معتمدًا على المرتدات السريعة التي شكلت خطورة محدودة في هذه المرحلة.
لكن الشوط الثاني شهد تحولًا دراماتيكيًا في الأداء. أورلاندو بيراتس استغل فرصة وحيدة بعد هجمة مرتدة سريعة، حيث مرر موفوكينج كرة متقنة إلى نكوتا الذي سدد ببراعة في شباك الحارس الجزائري، مسجلاً هدف المباراة الوحيد. هذا الهدف كشف عن هشاشة المحور الدفاعي للمولودية، الذي بدا غير قادر على التعامل مع التحولات السريعة للمنافس.
أخطاء تكتيكية وتسرع هجومي
بعد استقبال الهدف، فقد لاعبو المولودية توازنهم، حيث غلب التسرع على أدائهم في محاولة لإدراك التعادل. التحولات الهجومية افتقرت إلى الدقة، مع سوء تمركز واضح في الخط الأمامي، مما جعل الفريق عرضة للمزيد من الهجمات المرتدة. الخبث الكروي، الذي كان يُفترض أن يكون سلاح المولودية في مثل هذه المباريات الكبرى، بدا منعدمًا، مما أثار استياء الجماهير التي كانت تمني النفس بنتيجة إيجابية على أرضها.
تحدي صعب في الإياب
بهذه النتيجة، تعقدت مهمة مولودية الجزائر في مباراة الإياب. الفريق بحاجة إلى الفوز بفارق هدفين على الأقل في جنوب إفريقيا لضمان التأهل إلى نصف النهائي، حيث ينتظر الفائز من هذه المواجهة المتأهل من مباراة الجيش الملكي المغربي وبيراميدز المصري. أورلاندو بيراتس، الذي أظهر كفاءة عالية في استغلال الفرص، سيكون خصمًا عنيدًا على أرضه، خاصة مع الدعم الجماهيري المتوقع.
خسارة مولودية الجزائر أمام أورلاندو بيراتس كشفت عن نقاط ضعف واضحة في الفريق، سواء على المستوى الدفاعي أو في إدارة المباراة بعد استقبال الهدف. الحلم بالنجمة الثانية في رابطة أبطال إفريقيا أصبح مهددًا، لكن الأمل لا يزال قائمًا إذا استطاع الفريق تصحيح أخطائه والظهور بوجه مغاير في الإياب. هل يستطيع “العميد” قلب الطاولة في جنوب إفريقيا؟ الأيام المقبلة ستحمل الإجابة.