وجه عدد من المختصين والمحللين الرياضيين الجزائريين طلبات واقتراحات إلى الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، مدرب المنتخب الجزائري، لإجراء تغييرات تكتيكية في تشكيلة “محاربي الصحراء”، وذلك من أجل تحسين الأداء الهجومي للفريق في تصفيات كأس العالم 2026 وبطولة كأس أمم إفريقيا 2025.
الاقتراحات ركزت بشكل أساسي على تغيير مركز ريان آيت نوري ليحل مكان رياض محرز في الجناح الأيمن، مع إعادة تموضع محرز كصانع ألعاب كلاسيكي في مركز “رقم 10″، وذلك لأسباب تكتيكية تتعلق بقدرات اللاعبين وطبيعة المنافسين. هذه الاقتراحات أثارت نقاشًا واسعًا بين الجماهير، خاصة مع الأداء القوي الذي يقدمه المنتخب تحت قيادة بيتكوفيتش، حيث يتصدر مجموعته في التصفيات برصيد 15 نقطة.
تفضيل آيت نوري على محرز في الجناح
المختصون قدموا أسبابًا واضحة لدعم هذا التغيير، حيث أشاروا إلى أن ريان آيت نوري، ظهير وولفرهامبتون الإنجليزي، يمتلك مهارات فردية عالية تجمع بين السرعة والمراوغة، مما يجعله خيارًا مثاليًا للعب في مركز الجناح الأيمن. آيت نوري، البالغ من العمر 23 عامًا، يُعرف بقدرته على اختراق الدفاعات المتراكمة، وهو ما يتناسب مع أسلوب المنتخبات التي تواجه الجزائر وتعتمد على التكتل الدفاعي، مثل موزمبيق وبوركينا فاسو. في مباراة الجزائر الأخيرة ضد موزمبيق (5-1)، أظهر آيت نوري قدرات هجومية مميزة عندما تقدم لدعم الهجوم من الجهة اليسرى، وساهم في خلق فرص خطيرة. المختصون يرون أن نقله إلى الجناح الأيمن سيمنحه مساحة أكبر لاستغلال مهاراته في المراوغة والتفوق على المدافعين، مما يعزز فعالية المنتخب في مواجهة الدفاعات المغلقة.
تحويل محرز الى صانع ألعاب
في المقابل، اقترح المختصون إعادة تموضع رياض محرز، قائد المنتخب ونجم الأهلي السعودي، للعب كصانع ألعاب كلاسيكي في مركز “رقم 10″، بدلاً من مركزه الحالي كجناح أيمن. السبب الرئيسي وراء هذا الاقتراح هو تراجع قدرة محرز على الجري بالكرة والمراوغة بسبب عامل السن، حيث يبلغ اللاعب 34 عامًا، وهو أمر طبيعي مع تقدم العمر. لكن المختصون أكدوا أن محرز لا يزال يمتلك “لمسة سحرية” تجعله قادرًا على ترك أثر كبير في دفاعات الخصم، خاصة إذا لعب خلف المهاجمين مباشرة.
بتمريراته الدقيقة ورؤيته الاستثنائية، يمكن لمحرز أن يشكل ثنائيًا خطيرًا مع المهاجمين السريعين مثل أمين غويري وسفيان عمورة، اللذين يتميزان بالسرعة والقدرة على استغلال المساحات. هذا التغيير قد يمنح محرز دورًا أكثر مركزية في بناء الهجمات، مع تقليل الضغط البدني عليه.
هل يستجيب بيتكوفيتش ؟
هذه الاقتراحات تأتي في وقت يواصل فيه المنتخب الجزائري تقديم أداء قوي تحت قيادة بيتكوفيتش، لكن المختصون يرون أن هناك مجالًا لتحسين الأداء الهجومي، خاصة في المباريات التي تتطلب اختراق دفاعات متراصة.
محرز، الذي سجل 5 أهداف وقدم 7 تمريرات حاسمة في آخر 12 مباراة دولية، لا يزال عنصرًا حاسمًا في الفريق، لكن تراجع لياقته البدنية دفع المختصين للتفكير في استغلال خبرته بطريقة مختلفة. من جهة أخرى، آيت نوري، الذي قدم 3 تمريرات حاسمة مع وولفرهامبتون هذا الموسم، يُظهر جاهزية كبيرة لتحمل مسؤولية أكبر في المنتخب. السؤال الآن: هل يستجيب بيتكوفيتش لهذه الاقتراحات ويغير من أدوار اللاعبين، أم يفضل الإبقاء على التشكيلة الحالية التي أثبتت نجاحها؟
في الختام، الاقتراحات المقدمة إلى بيتكوفيتش لتغيير مركزي آيت نوري ومحرز تعكس رغبة المختصين في تعزيز فعالية المنتخب الجزائري في المباريات الحاسمة.
نقل آيت نوري إلى الجناح الأيمن وتموضع محرز كصانع ألعاب قد يمنح الفريق توازنًا أكبر بين السرعة والإبداع، لكن القرار النهائي يبقى بيد بيتكوفيتش، الذي يُعرف بمرونته التكتيكية. مع اقتراب المراحل الحاسمة من تصفيات كأس العالم وبطولة كأس أمم إفريقيا 2025، يترقب الجميع كيف سيوظف المدرب السويسري نجومه لتحقيق الأهداف الكبرى. تابعوا معنا لمعرفة المزيد عن تطورات المنتخب الجزائري!