كرة القدم

ألكسيس قندوز: حارس المنتخب الجزائري الذي كسر الحواجز من الدوري الإيراني

رقم قياسي قندوز يكشف عن أزمة دفاعية عميقة

في عالم كرة القدم، غالبًا ما تُسلط الأضواء على اللاعبين في الدوريات الأوروبية الكبرى، لكن الحارس الجزائري ألكسيس قندوز تمكن من خطف الأنظار من دوري مغمور في إيران، ليصبح اسمًا بارزًا في تشكيلة المنتخب الوطني. قندوز، الذي غادر ناديه السابق شباب بلوزداد لينضم إلى فريق برسيبوليس الإيراني، أثبت أن الموهبة يمكن أن تتألق بعيدًا عن الأضواء التقليدية، حيث بات مرشحًا ليكون الحارس الأساسي لـ”الخضر” تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش.


خلال المباراتين الأخيرتين للمنتخب الجزائري أمام بوتسوانا وموزمبيق ضمن تصفيات كأس العالم 2026، أظهر بيتكوفيتش ثقة واضحة في قندوز، رغم أن الحارس لم يواجه ضغطًا كبيرًا. استقبل مرماه هدفين في المواجهتين، لكن الانتصارات المريحة (5-1 و3-0) أخفت بعض العيوب المحتملة. ومع غياب الحارس أنتوني ماندريا المصاب في تربص مارس الماضي، الذي يعاني بدوره من تراجع مستواه مع نادي كون الفرنسي الهابط للدرجة الثالثة، يبدو أن قندوز قد حسم مكانته كخيار أول في المستقبل القريب.


ينشط قندوز مع برسيبوليس، وهو فريق تأسس عام 1963 في طهران، ولا يحظى بشعبية كبيرة حتى داخل إيران. يلعب الفريق مبارياته في ملعب آزادي الشهير، الذي يتسع لـ100 ألف متفرج، لكن حضور الجماهير لا يتجاوز بضع مئات في أغلب المباريات. رغم ذلك، يمتلك النادي تاريخًا محليًا لا بأس به، حيث فاز بـ9 ألقاب للدوري الإيراني، و3 كؤوس، و5 كؤوس ممتازة. قندوز، بصفته الحارس الأساسي، يتربع على عرش حراسة المرمى، بينما يتنافس ثلاثة حراس إيرانيين شباب (تتراوح أعمارهم بين 19 و23 عامًا) لدعم الخط الخلفي.


يتكون فريق برسيبوليس في الغالب من لاعبين إيرانيين، مع وجود لاعب وسط مغربي غير دولي، ومهاجم تركي، وثنائي من أوزبكستان وجورجيا. المدرب التركي كارتال يُعد العقل المدبر وراء قوة الفريق، لكن قندوز يواجه تحديًا لغويًا كبيرًا، إذ لا يتقن العربية التي قد تكون جسراً مع بعض زملائه، ولا الفارسية السائدة في الفريق. رغم ذلك، يواصل الحارس البالغ من العمر 29 عامًا (وُلد في 26 جانفي 1996) تقديم أداء ثابت، حيث تلقى 17 هدفًا في 25 مباراة هذا الموسم، مع احتلال فريقه المركز الثالث في الدوري الإيراني، بعيدًا عن الصدارة.


بدأ قندوز مسيرته في أكاديمية سانت إيتيان الفرنسية الشهيرة، التي أنجبت أسماء مثل كاستانيادا، لكنه لم يحظَ بفرصة اللعب مع الفريق الأول، مكتفيًا بالفريق الرديف. لاحقًا، انتقل إلى نادي “بو” في الدرجة الثالثة الفرنسية، قبل أن يعود إلى الجزائر مع موجة اللاعبين المغتربين. لعب موسمين مع اتحاد العاصمة، ثم انتقل إلى شباب بلوزداد، حيث خاض منافسات رابطة أبطال إفريقيا، ليستقر أخيرًا في إيران مع برسيبوليس منذ صيف 2024 مقابل 185 ألف يورو.


مع اقتراب مباريات يونيو الودية وتصفيات سبتمبر 2025، يبدو قندوز مرشحًا بقوة للبقاء كحارس أساسي للمنتخب الجزائري، وربما يقود “محاربي الصحراء” في كأس أمم إفريقيا 2025 وحتى كأس العالم 2026 إذا تأهل الفريق. من أم فرنسية وأب جزائري، يجمع قندوز بين الجذور والطموح، ليثبت أن النجاح لا يعتمد على شهرة الدوري، بل على الإرادة والمثابرة في الملعب.

السابق
رفيق مصالي: المنتخب الجزائري حلمي وأعمل بجد لتحقيقه
التالي
ريان شرقي يرد على الجماهير الجزائرية: متابعتهم شيء جميل لكن التركيز ليس عليّ وحدي

اترك تعليقاً