في مباراة أكدت قوة المنتخب الوطني وتنوع خياراته، قدم “محاربو الصحراء” عرضًا متميزًا أمام موزمبيق، حيث برز أربعة لاعبين أساسيين كأعمدة لا غنى عنها، وأثبت احتياطيان جاهزيتهما، فيما عزز رباعي الخبرة أهميتهم في المنظومة. وفوق كل ذلك، يواصل المدرب فلاديمير بيتكوفيتش ترسيخ بصمته مباراة تلو الأخرى.
الرباعي الأساسي: تألق لا يقبل الجدل
على الرغم من أن الرباعي يتمد تواجه في المنتب الوطني لسنوات خاصة خلال حقبة جمال بلماضي إلا أن هؤلاء اللاعبين لم يتحصلوا على فرصة للعب أساسيا ، قبل أن يقرر بيتكوفيتش منحهم الفرصة كاملة
هشام بوداوي، الملقب بـ”غزال الصحراء الأنيق”، يثبت أنه قلب نابض في وسط الميدان. بحيويته وانتشاره الواسع، يجمع بين الخفة والمهارة العالية في قطع الكرات، مما يجعله لاعبًا عصريًا يصعب على بيتكوفيتش استبعاده من التشكيلة المثالية رغم وفرة المواهب.
أحمد قندوسي لم يكن مفاجأة لمن يتابع مسيرته. تفاهمه مع بوداوي، تحركاته التكتيكية الذكية، وثقته العالية جعلته رقمًا صعبًا في الفريق، خاصة مع عودة المصابين المرتقبة مثل بن ناصر وعوار، مما يضع المدرب أمام تحدٍ في اختيار الأفضل.
محمد الأمين عمورة، المهاجم السريع، يعيش أوج تألقه. بهدفه الـ13 مع “الخضر”، يقترب من منافسة رقم إسلام سليماني القياسي (45 هدفًا)، مؤكدًا أن مكانه الأساسي أصبح محسومًا بفضل تفاهمه المميز مع محرز وغويري.
جوان حجام كان مفاجأة المباراة. رغم اعتياده اللعب كظهير أيسر، تألق على الجهة اليمنى وسجل أول أهدافه مع المنتخب، ليثبت أنه بديل موثوق ليوسف عطال المتكرر الإصابات.
الاحتياطيان .. وعد بالمستقبل
في الدقائق العشر الأخيرة، ترك إبراهيم مازة وأمين شياخة بصمة واضحة. مازة أظهر إمكانيات صانع الألعاب، بينما أثبت شياخة جدارته كمهاجم صريح، مانحين الأمل بأن المنتخب يمتلك خيارات شابة واعدة.
رباعي الخبرة: العمود الفقري
رياض محرز، قائد المنتخب وأكثر لاعبي “الخضر” مساهمة في الأهداف عبر التاريخ، لا يحتاج لإثبات جديد. هدوؤه وتمريراته المفتاحية يجعلانه لا غنى عنه.
يوسف بلايلي يبقى الحل السحري للخروج من المآزق الهجومية، سواء لعب أساسيًا أو احتياطيًا، فدقائق قليلة كافية لتغيير المباراة.
رامي بن سبعيني وعيسى ماندي، ثنائي الدفاع الأساسي، يشكلان حائطًا صلبًا، لكن غيابهما يظل مصدر قلق يتطلب إيجاد بدائل جاهزة لمواجهة التحديات الكبرى.
بيتكوفيتش: قائد السفينة
المدرب البوسني-السويسري فلاديمير بيتكوفيتش أظهر قراءة متميزة للمباراة، خاصة في الشوط الثاني، مع هدوء وثقة يعززان استقرار الفريق. ورغم المديح المستحق، يبقى الحذر واجبًا، فالعبرة بالنتائج النهائية، كالتأهل لكأس العالم وتحقيق الألقاب.
المنتخب الوطني يسير على الطريق الصحيح، بدعم من نجوم متألقين واحتياطيين جاهزين، وقيادة فنية تبدو واعدة. لكن التحدي الأكبر يكمن في استدامة هذا التألق وتحويله إلى إنجازات ملموسة. الجماهير تنتظر، والأمل يتجدد مع كل مباراة.