في خطوة استراتيجية غير متوقعة، أشعل الاتحاد الموزمبيقي لكرة القدم نار المنافسة في تصفيات كأس العالم 2026، حيث وضع المنتخب الجزائري أمام تحدٍ لوجستي وبدني كبير قبل المواجهة المرتقبة بين الفريقين يوم 25 مارس الجاري. هذا القرار الذكي من منتخب “الأفاعي” قد يمنحهم أفضلية مفاجئة على “الخضر” في مباراة قد تحدد ملامح صدارة المجموعة السابعة.
قرار موزمبيق الاستراتيجي: استاد القاهرة بدلًا من مابوتو
فاجأ الاتحاد الموزمبيقي الجميع باختياره استاد القاهرة الدولي لاستضافة مباراته ضد أوغندا يوم 20 مارس، بدلًا من اللعب على أرضه، وذلك بسبب عدم اعتماد ملعبه الوطني من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف). هذا الخيار لم يكن مجرد حل لمشكلة لوجستية، بل تحوّل إلى خطوة تكتيكية ذكية منحت موزمبيق ميزة كبيرة. فبدلًا من العودة إلى بلادهم بعد المباراة، سينتقل المنتخب الموزمبيقي مباشرة من القاهرة إلى الجزائر في رحلة لا تتجاوز 4 ساعات، مما يضمن وصولهم مبكرًا وبأقل جهد ممكن.
في المقابل، سيخوض المنتخب الجزائري رحلة شاقة إلى بوتسوانا يوم 21 مارس، في تنقل يمتد لأكثر من 10 ساعات طيران، قبل أن يعود إلى أرض الوطن لمواجهة موزمبيق بعد أربعة أيام فقط. هذا التباين في الجدولة قد يؤثر بشكل كبير على اللياقة البدنية للاعبي “الخضر”، خاصة في ظل إقامة المباريات خلال شهر رمضان المبارك، الذي قد يزيد من إرهاق اللاعبين الجزائريين المسلمين بسبب الصيام.
معسكر موزمبيق في مصر: الاستعداد الأمثل
لم يكتفِ المنتخب الموزمبيقي بهذا القرار اللوجستي فحسب، بل استغل الفرصة لإقامة معسكر تدريبي طويل في مصر، مما يتيح لهم الاستعداد بشكل مثالي للمباراة ضد الجزائر. هذا التحضير المبكر سيمنح “الأفاعي” فرصة للتأقلم مع الأجواء والتركيز على خططهم التكتيكية، بينما يواجه المنتخب الجزائري ضغط الوقت والسفر الطويل.
الجزائر في الصدارة.. لكن التحديات تتزايد
يتصدر المنتخب الجزائري المجموعة السابعة برصيد 9 نقاط، متساويًا مع موزمبيق لكن بفارق الأهداف. ورغم الأداء القوي الذي قدمه “الخضر” في الجولات السابقة، فإن هذه التفاصيل اللوجستية والبدنية قد تشكل عقبة حقيقية أمام طموحاتهم للحفاظ على الصدارة. فهل سينجح المدرب فلاديمير بيتكوفيتش في إيجاد حلول لتجاوز هذا التحدي، أم ستتمكن موزمبيق من استغلال هذه الظروف لتحقيق مفاجأة مدوية؟
من الناحية الفنية، يمتلك المنتخب الجزائري عناصر متميزة قادرة على حسم المباريات، لكن العامل البدني قد يكون حاسمًا في ظل هذه الظروف. في المقابل، يبدو أن موزمبيق، بقيادة مدربها الطموح، قد وضعت خطة محكمة لاستغلال نقاط ضعف الخصم. المباراة المقبلة لن تكون مجرد صراع على النقاط الثلاث، بل اختبارًا حقيقيًا لقدرة كل فريق على التكيف مع التحديات خارج الملعب قبل صافرة البداية.
مع اقتراب موعد المواجهة، تتجه الأنظار إلى ملعب تيزي وزو، حيث سيتحدد ما إذا كان المنتخب الجزائري قادرًا على التغلب على هذه العقبات اللوجستية والبدنية، أم أن موزمبيق ستثبت أن الذكاء الاستراتيجي خارج الملعب قد يكون سلاحًا لا يقل أهمية عن الأداء داخله. فما رأيك، هل سيحافظ “الخضر” على صدارتهم، أم أن “الأفاعي” ستترك بصمتها في هذه الجولة الحاسمة؟