أعلن فلاديمير بيتكوفيتش، مدرب المنتخب الجزائري “الخضر”، عن قائمة اللاعبين المستدعين لتربص مارس 2025، والتي ضمت 26 لاعبًا، لكنها أثارت تساؤلات وانتقادات بسبب بعض الاختيارات المثيرة للجدل. بين عودة مرتقبة، غيابات قسرية، وتناقضات في معايير الاستدعاء، يبدو أن القائمة تحمل في طياتها الكثير من النقاش.

عودة بلايلي وغيابات الإصابة
أبرز الجديد في القائمة هو عودة يوسف بلايلي بعد غياب دام أكثر من عام كامل، وهي خطوة كانت متوقعة من الجماهير والمتابعين نظرًا لموهبته الكبيرة. في المقابل، غاب عن القائمة كل من رامي زروقي، بغداد بونجاح، حسام عوار، وجمال الدين توغاي بسبب الإصابات، مما قلّص من خيارات بيتكوفيتش في بعض المراكز.
تناقضات غريبة في الاختيارات
ما أثار الاستغراب فعليًا هو تضارب بعض الاستدعاءات مع المعايير التي سبق أن أعلنها بيتكوفيتش نفسه. على سبيل المثال:
- ألكسندر أوكيدجة: في أكتوبر الماضي، استبعد المدرب الحارس بحجة أنه جاهز بنسبة 60% فقط، مؤكدًا أن اللاعب يجب أن يكون جاهزًا 100% للاستدعاء. لكن اليوم، وبعد أن توقف أوكيدجة عن اللعب تمامًا منذ آخر مباراة له في 14 ديسمبر 2024 (أي قبل ثلاثة أشهر)، ها هو يجد طريقه إلى القائمة دون تفسير واضح.
- فارس شايبي: اللاعب الذي كان غائبًا شبه كلي عن المنافسة مع ناديه، عاد مؤخرًا للمشاركة كأساسي لأول مرة منذ ديسمبر أمام يونيون برلين، لكنه استُدعي رغم شرط بيتكوفيتش السابق بأن “اكتساب الدقائق مع النادي” هو المعيار الأول للاستدعاء.
- سعيد بن رحمة: اختيار غريب آخر، فاللاعب الذي فضّل الانتقال إلى الدرجة الثانية السعودية على حساب مستواه والمنتخب، ولم يقدم شيئًا يُذكر هناك، يجد نفسه ضمن القائمة، مما يطرح تساؤلات حول المعايير المعتمدة.
جولات محلية بلا جدوى
الجولات التي قام بها بيتكوفيتش وطاقمه في الأسابيع الأخيرة لمتابعة اللاعبين المحليين بدت وكأنها مجرد “تحواس”، إذ لم تسفر عن أي جديد يُذكر. باستثناء مداني، لم نشهد استدعاء أسماء بارزة مثل مجادل، عبادة، أو بولبينة، مما يعزز الانطباع بأن الاهتمام بالمخزون المحلي ما زال محدودًا.
اختلال توازن الدفاع
القائمة تضم خمسة مدافعين يساريين (بن سبعيني، آيت نوري، حجام، توبة، ومداني)، مقابل ثلاثة يمينيين فقط، من بينهم مدافع أوسط وحيد هو عيسى ماندي. ألم يكن من الأفضل استدعاء مدافع أوسط يميني مثل صهيب ناير لتجربته وتحقيق توازن أفضل في الخط الخلفي؟
الإيجابيات: تألق الأسماء المستدعاة
على الجانب المشرق، تضم القائمة أسماء متألقة مع أنديتها مثل رياض محرز، إسماعيل بن ناصر، هشام بوداوي، وأمين غويري، مما يبشر بمنافسة قوية، خاصة في خط الوسط. شخصيًا، أرى أن ثلاثي بن ناصر، بوداوي، وعبدلي (أو مازة) قد يكون الخيار الأمثل لتشكيلة الوسط، معتمدًا على التوازن بين الدفاع والهجوم.
قائمة بيتكوفيتش لمارس 2025 تجمع بين الإيجابيات والتناقضات. عودة بلايلي خطوة مرحب بها، لكن الاختيارات المثيرة للجدل مثل أوكيدجة، شايبي، وبن رحمة، إلى جانب غياب التوازن في الدفاع والاستفادة من المحليين، تترك علامات استفهام حول رؤية المدرب. هل سيكون التربص القادم كفيلًا بتبرير هذه القرارات؟ الإجابة ستظهر على أرض الواقع.