يبدو أن المنتخب الوطني الجزائري قد وضع قدمه على أولى درجات التطور التقني مع تولي المدرب فلاديمير بيتكوفيتش قيادة الفريق، حيث برزت نقطة إيجابية لافتة في عمله مع الجهاز الفني الجديد تتمثل في الاعتماد على تقنية الـ “جي بي إس” (GPS) في التحضيرات والتدريبات.
هذه التقنية الحديثة، التي أصبحت ركيزة أساسية في عالم كرة القدم المعاصرة، تقدم تفاصيل دقيقة حول الحالة البدنية للاعبين، مما يمنح المدرب أدوات متطورة لاتخاذ قراراته الفنية بناءً على بيانات ملموسة، سواء في الظروف العادية أو خلال المباريات ذات الإيقاع المختلف.
تتيح تقنية الـ “جي بي إس” تتبع أداء اللاعبين بدقة متناهية، من حيث المسافات المقطوعة، السرعة، التحمل البدني، وحتى مستويات الإجهاد، مما يساعد بيتكوفيتش على تصميم خطط تدريبية تناسب كل لاعب على حدة. هذا النهج العلمي يعكس رؤية حديثة تهدف إلى رفع كفاءة العناصر الوطنية وتحسين مردودها على أرض الملعب، خاصة في ظل المنافسات الدولية المشتدة.
واقع اللاعبين المحترفين
في الوقت الحالي، يضم المنتخب الوطني عدداً من اللاعبين المحترفين الذين ينشطون في دوريات أوروبية وخليجية، لكن مستواهم يبقى دون الطموح في كثير من الأحيان. ومع ذلك، تظل الآمال معقودة على جيل واعد من الكوادر المستقبلية التي يمكن أن تحدث الفارق في السنوات القادمة. أسماء مثل مازة، جويري، عمورة، آيت نوري، بن سبعيني، شياخة، عوار، ناصر، بوداوي، بوعناني، حجام، وشايبي، تمثل استثماراً حقيقياً للكرة الجزائرية، شريطة أن يتمكنوا من التألق في بطولات ذات مستوى عالٍ.
إن نجاح هؤلاء اللاعبين في الانتقال إلى دوريات أقوى سيعتمد بشكل كبير على الدعم الفني والبدني الذي يتلقونه من الجهاز الحالي، والذي يبدو أن بيتكوفيتش يضع أسساً متينة له من خلال اعتماده على التكنولوجيا والتحليل الدقيق. فالمنتخب الوطني، الذي يحمل تاريخاً مجيداً وجماهير شغوفة، يستحق أن يرى أبناءه يتألقون على الساحة العالمية.
يبدو أن العهد الجديد للمنتخب الوطني تحت قيادة بيتكوفيتش يحمل في طياته وعداً بالتطور والاحترافية. الاعتماد على تقنيات مثل الـ “جي بي إس” ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة لمواكبة التطورات المتسارعة في كرة القدم الحديثة. ومع وجود جيل شاب واعد، يبقى الأمل قائماً في أن نشهد في قادم المواسم منتخباً جزائرياً يضم نجوماً يتألقون في أعلى المستويات، حاملين راية “الخضر” بكل فخر واعتزاز.
