في تطور جديد يخص ملف اللاعبين المحترفين المولودين خارج الجزائر، كشفت مصادر مطلعة أن الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، مدرب المنتخب الجزائري، يضع خطة صارمة للتعامل مع الثنائي مغناس أكليوش وريان شرقي، اللذين تلقيا عرضًا رسميًا من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) لتمثيل “الخضر” في الفترة القادمة.
ووفقًا للمعلومات المتداولة، فإن بيتكوفيتش منح اللاعبين مهلة حتى شهر أفريل المقبل للرد على هذا العرض، وفي حال عدم تلقي رد إيجابي منهما، فإنه لن يتردد في وضعهما على “القائمة السوداء”، ما يعني استبعادهما نهائيًا من حساباته المستقبلية. هذا القرار، إن تم تطبيقه، قد يثير جدلاً واسعًا بين الأوساط الرياضية في الجزائر، خاصة أن اللاعبين يعتبران من المواهب الواعدة التي يمكن أن تضيف الكثير للمنتخب.
ويبدو أن بيتكوفيتش، المعروف بصرامته وحزمه في اتخاذ القرارات، يدرك جيدًا التحديات التي تواجهه في بناء فريق قوي قادر على المنافسة على أعلى المستويات، خاصة مع اقتراب التصفيات المؤهلة لكأس العالم. وتشير التقارير إلى أن المدرب السويسري يرى في أكليوش وشرقي لاعبين يمتلكان إمكانيات كبيرة، لكنه يشترط التزامهما الكامل وموافقتهما الصريحة دون تردد.
وفي هذا السياق، يعتقد بيتكوفيتش أن بعض اللاعبين المحترفين، بمن فيهم هذا الثنائي، قد يكونون ينتظرون تأهل الجزائر إلى المونديال قبل إعطاء موافقتهم النهائية، وهو ما يراه المدرب موقفًا غير مقبول، لأنه يعكس نقصًا في الالتزام تجاه القميص الوطني.
من جهة أخرى، فإن هذا النهج الحاسم من بيتكوفيتش يعكس رغبته في وضع معايير واضحة للانضمام إلى المنتخب الجزائري، حيث يسعى إلى تشكيل جيل جديد من اللاعبين يتمتعون بالحماس والانتماء الحقيقي لتمثيل “محاربي الصحراء”.
ومع أن الجزائر تمتلك قاعدة عريضة من المواهب المحترفة في الدوريات الأوروبية، إلا أن قضية اختيار اللاعبين المزدوجي الجنسية ظلت دائمًا مثار نقاش، بين من يرى ضرورة استقطابهم بأي ثمن، ومن يطالب بفرض شروط صارمة تضمن ولاءهم الكامل. وفي حال نفذ بيتكوفيتش تهديده بوضع أكليوش وشرقي في القائمة السوداء، فقد يرسل بذلك رسالة قوية إلى باقي اللاعبين المحتملين، مفادها أن تمثيل الجزائر ليس مجرد خيار احتياطي، بل التزام يتطلب قرارًا حاسمًا وفوريًا.
وفي الختام، يبقى السؤال المطروح: هل سينصاع أكليوش وشرقي لدعوة “الخضر” ويؤكدان ولاءهما للمنتخب الجزائري قبل فوات الأوان، أم أننا مقبلون على فصل جديد من الجدل حول إدارة ملف اللاعبين المزدوجي الجنسية؟ الإجابة ستتضح خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها بيتكوفيتش، في وقت تتجه فيه الأنظار نحو المنتخب الجزائري الذي يطمح لاستعادة أمجاده على الساحة الدولية، بدعم من لاعبين يؤمنون بمشروع وطني طموح.