كرة القدم

المنتخب الجزائري يقترب من المونديال: حصيلة تربص مارس تكشف عن هوية لعب واضحة وأداء متميز

أنهى المنتخب الجزائري تربص شهر مارس 2025 بنجاح كبير، محققاً فوزين مستحقين أمام بوتسوانا (3-1) وموزمبيق (5-1) ضمن تصفيات كأس العالم 2026، ليقترب خطوة إضافية من التأهل إلى المونديال للمرة الخامسة في تاريخه.

التربص، الذي قاده المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، كشف عن هوية لعب واضحة المعالم، حيث اعتمد المنتخب على خطة 4-3-3 طوال المواجهتين، مع استقرار تكتيكي ملحوظ حتى مع إجراء التغييرات، مما سمح للاعبين بتطبيق الأفكار بشكل مبهر. هذه الخطة، التي أظهر فيها اللاعبون أريحية كبيرة، أثمرت عن تسجيل 8 أهداف وصناعة فرص عديدة، مع ضغط مكثف على المنافسين، مما يعكس التوظيف المثالي لقدرات اللاعبين ولا مركزية هجومية مدروسة أعطت ثمارها على أرض الملعب.

تكتيكياً، استقر بيتكوفيتش على تشكيلتين أساسيتين مختلفتين خلال المباراتين، مع الاحتفاظ ببعض العناصر الأساسية مثل قندوز، آيت نوري، بن سبعيني، ماندي، بوداوي، وثلاثي الهجوم المميز غويري، محرز، وعمورة، الذين شاركوا أساسيين في كلا المواجهتين.

في المقابل، شهدت المباراة الثانية تغييرات في بعض المراكز، حيث ترك بن زية، عطال، وزرقان أماكنهم لشايبي، حجام، وقندوسي. الثنائي ماندي وبن سبعيني شكلا محوراً دفاعياً صلباً، بينما أثبت آيت نوري جدارته كظهير أيسر لا غنى عنه. هجومياً، وجد بيتكوفيتش الحل الأمثل من خلال توظيف محرز على الجهة اليمنى، غويري كقلب هجوم، وعمورة على الجهة اليسرى، مع تبادل أدوار بين الثلاثي أظهر تناغماً رائعاً، حيث استغل غويري قدراته الفنية في اللعب بين الخطوط وسحب دفاع الخصم، مما فتح المساحات لعمورة لاستغلال سرعته وحسه التهديفي، كما حدث في مباراة بوتسوانا التي شهدت استغلالاً ذكياً للثغرات في ظهر الدفاع.

بالأرقام، تألق ثلاثي الهجوم بشكل لافت، حيث ساهم محرز، غويري، وعمورة في 10 مساهمات تهديفية من أصل 16 للمنتخب في التصفيات حتى الآن، وسجلوا 6 أهداف من أصل 8 خلال التربص.

عمورة كان نجم التربص بتسجيله 5 أهداف وصناعة تمريرة حاسمة، بينما سجل غويري هدفاً وصنع آخر، وأضاف محرز تمريرتين حاسمتين. كما ساهم ماندي وحجام بهدف لكل منهما، وبلايلي وبوداوي بتمريرة حاسمة لكل منهما. من الأهداف الثمانية، جاء هدف واحد فقط من كرة ثابتة، بينما كانت بقية الأهداف نتيجة عمل تكتيكي مميز، مما يعكس جودة التحضير والتنفيذ. وشارك جميع اللاعبين في التربص باستثناء مداني، ناير، فارسي، والحارسين أوكيدجة وبن بوط، مما يظهر رغبة بيتكوفيتش في إشراك أكبر عدد ممكن من العناصر.

منذ توليه المهمة، قاد بيتكوفيتش المنتخب في 12 مباراة خلال 6 تربصات، محققاً 9 انتصارات، تعادلين، وخسارة واحدة فقط. سجل المنتخب تحت قيادته 33 هدفاً واستقبل 12 هدفاً، بمعدل هدف واحد لكل مباراة، وهي أرقام تعكس الاستقرار والتطور المستمر. تربصات بيتكوفيتش بدأت في مارس 2024 بفوز على بوليفيا وتعادل مع جنوب إفريقيا، ثم شهدت خسارة أمام غينيا وفوزاً في أوغندا في جوان 2024، تلاها انتصاران على غينيا الإستوائية وليبيريا في سبتمبر 2024، وفوزان على توغو في أكتوبر 2024، ثم تعادل في غينيا الإستوائية وفوز على ليبيريا في نوفمبر 2024، وأخيراً فوزان في بوتسوانا وعلى موزمبيق في مارس 2025. بيتكوفيتش حقق الفوز بنتيجة 5-1 للمرة الثالثة، والثانية على التوالي في تيزي وزو، مما يعكس قوة الفريق على أرضه.

رغم الغيابات المتكررة والتحديات في بعض المراكز، أظهر المنتخب الجزائري ثباتاً لافتاً خلال تربص مارس، وقدم بوادر إيجابية ومبشرة، خاصة في الأداء الهجومي والتنظيم التكتيكي. النتائج المحققة، إلى جانب الأسلوب المميز الذي فرضه بيتكوفيتش، جعلت الجماهير الجزائرية تتفاءل بقرب تحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم 2026، حيث بات “الخضر” على بعد خطوات قليلة من حجز بطاقتهم في المحفل العالمي، عن جدارة واستحقاق.

السابق
الجزائر تسحق موزمبيق بخماسية وتُعزز آمالها المونديالية
التالي
الكاف تطلب النجدة من وليد صادي بشكل مستعجل

اترك تعليقاً