في ظاهرة تثير الاستغراب والتساؤل، يجد المنتخب الوطني الجزائري نفسه المنتخب العربي الوحيد الذي يخوض مبارياته في توقيت الواحدة زوالًا، وهو ما يضع “الخضر” في موقف صعب، خاصة في ظل تزامن ذلك مع شهر الصيام.
هذا التوقيت، الذي يبدو غير منطقي رياضيًا، يفرض ظروفًا قاسية على اللاعبين الذين يجمعون بين الالتزام الديني والجهد البدني الهائل المطلوب في الملعب، بينما نجد بقية المنتخبات العربية تلعب مبارياتها في أوقات المساء، مثل الساعة الخامسة أو السادسة، وهي أوقات تتيح للاعبين الراحة والإفطار قبل المباراة.
لماذا يتم التعامل مع المنتخب الجزائري بهذا الشكل؟ ولماذا يبقى “محاربو الصحراء” استثناءً بين المنتخبات العربية الأخرى؟ إن اللعب في منتصف النهار، تحت درجات حرارة مرتفعة أحيانًا، وبدون فرصة لتناول الطعام أو الترطيب الكافي بسبب الصيام، يشكل تحديًا مضاعفًا قد يؤثر سلبًا على أداء اللاعبين، بل وربما على نتائج المباريات. هذا الوضع يثير تساؤلات مشروعة حول عدالة الجدولة ومدى مراعاة الظروف الخاصة بالمنتخبات العربية التي تشترك في نفس السياق الثقافي والديني.
يتعين على الاتحاد الجزائري لكرة القدم أن يتحرك بسرعة ويتقدم بطلب رسمي لتغيير توقيت المباريات إلى المساء، كما هو الحال مع بقية المنتخبات العربية مثل تونس والمغرب ومصر، التي تخوض مواجهاتها في أوقات أكثر ملاءمة. فالساعة الخامسة أو السادسة مساءً تمنح اللاعبين فرصة للإفطار والاستعداد البدني والذهني بشكل أفضل، مما يعزز من عدالة المنافسة ويضمن تقديم الأداء الأمثل الذي ينتظره الجمهور الجزائري الوفي.
إن الصمت على هذا الوضع غير المبرر ليس خيارًا، فالمنتخب الجزائري يستحق معاملة عادلة تتماشى مع الظروف الطبيعية للاعبيه. الاتحاد الجزائري مدعو اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لرفع الصوت ومطالبة الجهات المنظمة بإعادة النظر في هذا التوقيت العجيب. فهل سيتحرك “الفاف” لتصحيح هذا الخلل، أم أن “الخضر” سيظلون يصارعون الظروف القاسية وحدهم؟ الجماهير تنتظر الإجابة على أحر من الجمر.