كشفت مصادر مطلعة أن لجنة التحكيم التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) استدعت طاقم تحكيم مباراة الجزائر وبوتسوانا، وذلك لتوضيح الملابسات التي أحاطت بالهدف الذي سجله منتخب بوتسوانا وتم إلغاؤه في البداية بداعي التسلل، قبل أن يتم احتسابه لاحقًا بعد مشاورات بين الحكم الرئيسي ومساعده. الحادثة التي أثارت جدلاً واسعًا دفعت اللجنة إلى فتح تحقيق لمراجعة قرارات التحكيم في تلك المباراة، بما في ذلك بعض الوضعيات الأخرى التي شهدت تقصيرًا محتملاً من الحكم.
إلغاء واحتساب الهدف دون إتباع بروتكول التحكيم
في لقطة الهدف المثيرة للجدل، سجل منتخب بوتسوانا هدفًا تم إلغاؤه في البداية من قبل الحكم المساعد بداعي التسلل. ومع ذلك، وبعد مشاورات مع الحكم الرئيسي، تم احتساب الهدف في نهاية المطاف. تقرير محافظ المباراة أشار إلى وجود ارتباك في اتخاذ القرار، مما دفع لجنة التحكيم إلى التحقيق في ملابسات هذا القرار ومدى صحته.
من وجهة نظر تحليلية، يمكن القول إن الهدف كان صحيحًا ولم يكن هناك تسلل في اللقطة. الصور التي وثقت الحدث أظهرت بوضوح أن مدافع المنتخب الجزائري كان في موقع كسر التسلل، مما جعل اللاعب البوتسواني في وضعية قانونية عندما لعب الكرة برأسه. وبعد أن ارتدت الكرة من حارس المرمى الجزائري، أكمل اللاعب نفسه الهجمة وسجل الهدف.
يبدو أن الحكم المساعد وقع في خطأ أولي عندما افترض أن اللاعب الذي أكمل الهجمة كان في وضعية تسلل، دون أن ينتبه إلى أن اللاعب ذاته الذي لعب الكرة برأسه هو من أنهى اللعبة. خلال المشاورات بين الحكم الرئيسي والمساعد، أوضح الأخير أن التسلل لم يكن موجودًا في بداية اللقطة، لكنه اعتقد أن الخطأ وقع من زميل اللاعب. هنا تدخل الحكم الرئيسي ليبين أن اللاعب نفسه هو من أكمل الكرة، وليس لاعبًا آخر، ليتم بعدها الاتفاق على صحة الهدف واحتسابه.
سوابق مشابهة
شهدت مباريات سابقة حالات مشابهة، حيث يرفع الحكم المساعد راية التسلل بسبب سوء تقدير أولي، خاصة عندما يكون المهاجم في وضعية تسلل ولكن الكرة تصل إليه من تمريرة لاعب الفريق المنافس. في مثل هذه الحالات، يتدخل الحكم الرئيسي لتصحيح القرار بعد مراجعة اللعبة، وهو ما حدث في هذه المباراة. هذه المشاورات بين الحكام تعكس أهمية التعاون لضمان اتخاذ القرار الصحيح، حتى وإن تطلب ذلك وقتًا إضافيًا.
التحقيق في أخطاء أخرى
إلى جانب لقطة الهدف، ستنظر لجنة التحكيم في الكاف في وضعيات أخرى أثارت الجدل، أبرزها الاعتداء على اللاعب الجزائري محمد الأمين عمورة، والذي اعتبره البعض يستحق بطاقة حمراء لم تُشهر. كما سيتم تقييم أداء الحكم الرئيسي في الحالات التي كان فيها بعيدًا عن مجريات اللعب، مما قد يكون أثر على دقة قراراته.
في النهاية، يبدو أن قرار احتساب هدف بوتسوانا كان صائبًا بعد تصحيح الخطأ الأولي للحكم المساعد. ومع ذلك، فإن هذه الحادثة تسلط الضوء على ضرورة تعزيز الدقة في قرارات التحكيم، وربما الاعتماد بشكل أكبر على تقنية الفيديو (VAR) في مثل هذه المباريات لتجنب الجدل. يبقى لخبراء التحكيم الكلمة الفصل في تقييم هذه اللقطة وغيرها، لكن ما حدث يعكس تعقيدات التحكيم البشري وضرورة التطوير المستمر في هذا المجال.