نجح المنتخب الجزائري في تحقيق انتصار كبير ومستحق على نظيره الموزمبيقي بنتيجة 5-1، في إطار تصفيات كأس العالم 2026، ليؤكد “الخضر” جدارتهم ويواصلوا السير بخطى ثابتة نحو حلم التأهل. كانت المباراة بمثابة عرض قوي من المنتخب الوطني، الذي أمتع الجماهير بأداء متنوع ومتميز، حيث تمكن اللاعبون من فرض سيطرتهم على مجريات اللعب منذ البداية وحتى صافرة النهاية.
كان الهدف واضحًا منذ اللحظة الأولى: الخروج بالنقاط الثلاث مهما كانت الطريقة أو النتيجة. لكن المنتخب الجزائري لم يكتفِ بتحقيق ذلك فحسب، بل قدم أداءً استثنائيًا جعل السيناريو أسهل مما كان متوقعًا. الضغط العالي الذي مارسه “الخضر” على المنافس كان سلاحًا فعالًا، حيث استطاعوا استغلال المساحات وتحويل الفرص إلى أهداف بفضل جودة اللاعبين وتنفيذهم المحكم للخطة التكتيكية.
ما ميّز هذه المباراة هو الأسلوب المتنوع الذي اعتمده المنتخب، حيث تباينت طرق اللعب حسب سياق المباراة، مع قدرة واضحة على التكيف والتنظيم. خط الوسط لعب دورًا محوريًا في إخراج الكرات بسلاسة وتوزيعها بدقة في الوقت والمكان المناسبين، بينما أكملت الأجنحة الصورة بتحركات سريعة وهجمات منظمة أحيانًا، وأكثر دقة في أحيان أخرى. هذا الأداء المتكامل جعل المشاهد يشعر وكأن ما يراه لا مثيل له في القارة الأفريقية منذ فترة طويلة.
تألق محمد عمورة كان أبرز عناوين المباراة، حيث سجل “هاتريك” رائعًا، بثنائية في الشوط الأول وهدف مع تمريرة حاسمة في الشوط الثاني، ليثبت أنه أحد أهم أسلحة المنتخب الهجومية. لكن النجاح لم يكن فرديًا، بل جماعيًا، حيث ساهمت حرية التحرك واللامركزية التي منحتها الخطة للاعبين في إطلاق إمكانياتهم وتحقيق هذا الفوز الساحق.
من الناحية الحسابية، يعني هذا الانتصار ثلاث نقاط تضاف إلى رصيد المنتخب في مشوار التصفيات، لكن معنويًا، قيمته تفوق ذلك بكثير. الثقة التي اكتسبها اللاعبون اليوم، والإيمان المتجدد بقدراتهم على تحقيق الإنجازات في الاستحقاقات القادمة، سيكونان وقودًا لهم في الطريق نحو المونديال. شعور الجمهور لم يختلف كثيرًا، فقد خرجوا من المباراة بانطباع إيجابي وتفاؤل كبير بمستقبل هذه المجموعة.
بهذا الأداء المبهر، يواصل المنتخب الجزائري تقدمه بخطوات واثقة نحو حلم المشاركة في كأس العالم 2026، مؤكدًا أن الطموح ليس مجرد كلمات، بل عمل ونتائج تتحقق على أرض الواقع.
عمورة يتألق بأول “هاتريك” مع الجزائر في فوز ساحق على موزمبيق بتصفيات المونديال
في ليلة كروية مميزة على ملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، قاد النجم الجزائري محمد الأمين عمورة منتخب بلاده “محاربي الصحراء” إلى فوز كبير بنتيجة 5-1 على نظيره الموزمبيقي، ضمن منافسات الجولة السادسة من تصفيات كأس العالم 2026. المباراة التي أقيمت يوم الثلاثاء 25 مارس 2025، شهدت تألقًا لافتًا لعمورة الذي سجل أول “هاتريك” في مسيرته الدولية مع المنتخب الجزائري، ليؤكد حضوره القوي كأحد أبرز نجوم الفريق في مشوار التصفيات.
بدأت المباراة بسيطرة جزائرية واضحة، حيث لم يمهل عمورة الضيوف وقتًا طويلاً للتنظيم، فسجل هدفه الأول في الدقيقة الثامنة مستغلاً تمريرة متقنة من رياض محرز، لاعب أهلي جدة، مانحًا الخضر التقدم المبكر. ومع استمرار الضغط، عاد عمورة ليضيف الهدف الثاني قبل نهاية الشوط الأول، مستفيدًا من تحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء، ليمنح فريقه أريحية كبيرة بنتيجة 2-0 في الاستراحة.
في الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري هيمنته، وكان عمورة نجم العرض بلا منازع. ففي الدقيقة 55، تلقى تمريرة حاسمة من هشام بوداوي، ليسدد كرة قوية أكمل بها “هاتريك” شخصيًا، رافعًا رصيده إلى ثلاثة أهداف في المباراة. لم يكتفِ عمورة بالتسجيل، بل أضاف بصمة أخرى بتمريرة حاسمة “أسيست” لزميله أمين غويري، الذي سجل الهدف الرابع للجزائر، قبل أن يكمل الخضر الخماسية بهدف خامس في وقت لاحق. موزمبيق، التي كانت تمني النفس بمفاجأة، اكتفت بهدف شرفي لم يغير من مجريات اللقاء.
هذا الفوز الكبير عزز صدارة المنتخب الجزائري للمجموعة السابعة برصيد 15 نقطة، متقدماً بفارق مريح عن أقرب منافسيه، موزمبيق، التي تجمد رصيدها عند 12 نقطة. تألق عمورة، مهاجم فولفسبورغ الألماني، لم يكن مفاجئًا لمتابعي الكرة الجزائرية، فقد أظهر اللاعب الشاب في الفترة الأخيرة إمكانيات هائلة، جعلته ركيزة أساسية في خطة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش.
بهذا “الهاتريك”، دخل عمورة تاريخ المنتخب الجزائري كأحد اللاعبين القلائل الذين سجلوا ثلاثية في مباراة واحدة بتصفيات كأس العالم، موجهاً رسالة قوية إلى الجماهير بأن “الخضر” في طريقهم لاستعادة أمجادهم العالمية. وبينما يقترب المنتخب الجزائري من حلم التأهل إلى مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، يبقى عمورة رمزًا للطموح والإصرار، في انتظار المزيد من الإبداع في المحطات القادمة.