كرة القدم

بن ناصر: إحصائيات مذهلة لكن الأداء يحتاج إلى عودة الروح القديمة

رغم حصوله على أعلى تقييم في المباراة وفقًا لموقع “سوفاسكور” (8.2)، وتقديمه 103 تمريرات ناجحة من أصل 104، بنسبة نجاح بلغت 99%، بالإضافة إلى صناعته 3 فرص واضحة والفوز بـ4 صراعات ثنائية، إلا أن أداء اسماعيل بن ناصر في المباراة الأخيرة لم يكن مقنعًا بالشكل المتوقع.

قد تبدو هذه الإحصائيات مبهرة للوهلة الأولى، لكن عند الغوص في تفاصيل الأداء، يظهر أن بن ناصر لم يكن بالقوة التي عهدناها منه في الماضي.

بن ناصر، الذي اعتدنا رؤيته في نسخة 2019، كان لاعبًا ديناميكيًا يتقدم بسلاسة نحو الهجوم، ويتميز بقدرته على لعب الكرات القصيرة والطويلة بذكاء، مع مشاركته الفعالة في الثنائيات الهجومية عبر لعب “هات وخد”.

لكن في المباراة الأخيرة، بدا وكأنه فقد جزءًا من هذه الروح. لقد تحول إلى لاعب أكثر حذرًا، يعتمد على التمريرات الآمنة والطويلة دون محاولة كسر الخطوط الدفاعية أو خلق خطر حقيقي على الخصم.

هذا التحول في أسلوب لعبه جعله أقرب إلى بروفيل اللاعب “زروقي”، حيث غابت عنه الديناميكية الحركية التي كانت تميزه. بدلاً من التقدم بالكرة وكسر الخطوط، كان يلعب معظم الكرات بشكل طولي أو عرضي دون محاولة إضافة عنصر المفاجأة أو الإبداع.

صحيح أن هذه الطريقة قد تكون مفيدة إحصائياً، خاصة في دقة التمرير، لكنها لا تعكس البروفايل الحقيقي لبن ناصر الذي نعرفه.

بن ناصر يمتلك كل المقومات التي تجعله لاعبًا قياديًا في وسط الميدان. لديه الرؤية والقدرة التقنية واللياقة البدنية التي تسمح له بالسيطرة على اللعب. لكنه يحتاج إلى استعادة ثقته بنفسه والعودة إلى أسلوبه القديم، حيث كان يتقدم بالكرة بثقة ويخلق الفرص من خلال حركته الذكية وتمريراته الحاسمة.

في المباراة الأخيرة، بدا وكأنه يلعب بدافع التخلص من الكرة بدلاً من السعي لصناعة الخطر. هذا النهج قد يكون مقبولًا في بعض المواقف، لكنه ليس ما يتوقعه الجماهير من لاعب بمستوى بن ناصر. عليه أن يعيد اكتشاف روحه الهجومية، وأن يعود إلى اللعب بجرأة أكبر، حيث يأخذ المبادرة ويسعى دائمًا لتقديم ما هو أكثر من مجرد تمريرات آمنة.

صحيح أن هذه كانت أول مباراة له بعد العودة من الإصابة، وأنه قد يحتاج إلى بعض الوقت لاستعادة لياقته الكاملة. لكن المحيط الكروي لا يرحم، ولن ينظر إلى الأعذار. بن ناصر مطالب بالعودة إلى مستواه القديم بسرعة، لأن المنافسة في وسط الميدان شرسة، ولن تنتظره الأندية أو الجماهير طويلاً.

في النهاية، على بن ناصر أن يتذكر أنه ليس مجرد لاعب يمرر الكرات، بل هو صانع ألعاب يمكنه تغيير مجرى المباراة بلمسة واحدة. عليه أن يعود إلى الجري بالكرة، وكسر الخطوط، وخلق الفرص، لأن هذه هي الصفات التي جعلته أحد أبرز اللاعبين في السنوات الماضية.

السابق
خطأ كارثي في موقع الكاف: “مولودية وجدة” بدلًا من “مولودية الجزائر”
التالي
بلال نادر يفتح الباب أمام تمثيل المنتخب الجزائري: موهبة جديدة في الأفق

اترك تعليقاً