يستعد المنتخب الوطني الجزائري لخوض مواجهتين حاسمتين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث سيُواجه بوتسوانا في الجولة الخامسة يوم 21 مارس، قبل أن يلتقي موزمبيق في الجولة السادسة يوم 25 مارس. وتأتي هذه المباريات في ظروف صعبة، خاصة مع تزامنها مع شهر رمضان المبارك، مما يزيد من تعقيد المهمة أمام “الخُضر”.
مواجهة صعبة في بوتسوانا تحت حرارة الشمس
سيخوض المنتخب الجزائري مباراة الجولة الخامسة ضد بوتسوانا في ملعب “فرانسيستاون” شرق البلاد، على الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي (14:00 بتوقيت الجزائر). هذا التوقيت يُعتبر غير مناسب على الإطلاق للاعبين، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي نادرًا ما تقل عن 32 درجة مئوية في هذه الفترة من العام.
وتُعتبر مدينة “فرانسيستاون”، الواقعة على الحدود مع زيمبابوي، منطقة ذات مناخ جاف إلى شبه جاف، حيث يكون موسم هطول الأمطار بين نوفمبر ومارس، ولكن بكميات محدودة. ورغم أن المدينة ليست الأكثر جفافًا في البلاد، إلا أن الحرارة المرتفعة ستشكل تحديًا كبيرًا للاعبين، خاصة في ظل الصيام خلال شهر رمضان.
انتقادات لمواعيد المباريات
أثارت مواعيد المباراة، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة، انتقادات واسعة من المتابعين والجماهير، حيث اعتبروا أن تنظيم مباريات في مثل هذه الأوقات تحت درجة حرارة عالية يُعد “جريمة” في حق اللاعبين. وأشاروا إلى أن مثل هذه القرارات تُسهم في تدني مستوى كرة القدم في إفريقيا، بدلًا من الارتقاء بها.
وكان نجم المنتخب الجزائري، رياض محرز، قد أعرب عن استغرابه من توقيت المباراة، حيث قال في تصريح سابق: “أعتقد أننا سنلعب في المساء؟ لا؟.. لن نلعب بعد الظهيرة”. وأكد محرز أن الفريق سيعمل جاهدًا للتأهل إلى كأس العالم، رغم التحديات التي يواجهها.
مواجهة موزمبيق في تيزي وزو
بعد أربعة أيام من مواجهة بوتسوانا، سيستقبل المنتخب الجزائري نظيره الموزمبيقي في الجولة السادسة من التصفيات، على ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد في تيزي وزو. المباراة ستُلعب على الساعة العاشرة ليلًا، وهو توقيت أكثر ملاءمة للاعبين مقارنة بمواجهة بوتسوانا.
وتأتي هذه المباراة في ظل توقعات كبيرة من الجماهير الجزائرية، التي تأمل أن يحقق “الخُضر” الفوز ويعزز من فرصه في التأهل إلى كأس العالم 2026.
تحديات رمضانية وفرق غير معنية بالصيام
يُعتبر الصيام خلال شهر رمضان تحديًا إضافيًا للاعبين الجزائريين، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة. وعلى عكس الفرق الإفريقية الأخرى التي قد تكون معنية بالصيام، فإن منتخب بوتسوانا يمثل بلدًا بأغلبية مسيحية وأقلية “لا دينية”، مما يعني أن لاعبي الفريق المنافس لن يكونوا تحت نفس الضغوط التي يواجهها اللاعبون الجزائريون.
يواجه المنتخب الجزائري تحديات كبيرة في رحلته نحو التأهل إلى كأس العالم 2026، سواء من حيث الظروف المناخية أو توقيت المباريات الذي يتزامن مع شهر رمضان. ومع ذلك، يبقى “الخُضر” مصممًا على تجاوز هذه العقبات وتحقيق النتائج الإيجابية التي تُرضي جماهيره العريضة.