كأس افريقيا 2025

ملعب مولاي الحسن بالرباط: استضافة مباريات “الكــان” تثير تساؤلات حول معايير “الكاف”

في ظل الاستعدادات الجارية لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025، أثار اختيار ملعب مولاي الحسن بالرباط، المغرب، لاستضافة مباريات المنتخب الجزائري في المجموعة الخامسة، العديد من التساؤلات حول مدى توافق هذا الملعب مع المعايير التي وضعها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) لاستضافة منافسات بحجم “الكــان”. الملعب، الذي يوصف بأنه صغير وبسعة محدودة، يبدو غير مؤهل لاستضافة حدث بهذا الحجم، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول قرار “الكاف” بتأهيله.

ملعب مولاي الحسن، الذي يقع في العاصمة المغربية الرباط، يتسع لـ21 ألف متفرج فقط، وهو ما يجعله واحدًا من أصغر الملاعب التي ستستضيف مباريات في كأس أمم إفريقيا 2025. وصفه البعض بأنه “قوربي” أو ملعب صغير، لا يتناسب مع حجم المنافسة التي تُعتبر الأكبر في القارة الإفريقية. فكيف يمكن لملعب بهذه المواصفات أن يستضيف مباريات تضم نجومًا من وزن رياض محرز وزملائه في المنتخب الجزائري؟

وفقًا للقوانين الأساسية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، يجب أن تتوفر الملاعب المستضيفة لبطولة كأس أمم إفريقيا على معايير محددة، تشمل السعة الكافية للمتفرجين، والبنية التحتية المتطورة، ومرافق تلبي احتياجات الفرق والجماهير على حد سواء. ومع ذلك، يبدو أن ملعب مولاي الحسن لا يستوفي هذه الشروط بالكامل، مما يثير تساؤلات حول كيفية تأهيله من قبل “الكاف”.

قرار تأهيل ملعب مولاي الحسن لاستضافة مباريات في كأس أمم إفريقيا 2025 أثار العديد من التساؤلات حول مدى التزام “الكاف” بمعاييره الخاصة. فهل تمت مراعاة جميع الشروط الفنية والإدارية قبل اتخاذ هذا القرار؟ أم أن هناك اعتبارات أخرى أثرت على هذا الاختيار؟

بعض الخبراء يرون أن قرار “الكاف” قد يكون مرتبطًا بظروف لوجستية أو سياسية، خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب، والتي قد تؤثر على اختيار الملاعب المستضيفة. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل هذا الملعب قادر على استضافة مباريات تضم نجومًا كبارًا مثل رياض محرز.

لم تمر هذه القضية دون أن تثير ردود فعل واسعة، خاصة من جانب الجماهير الجزائرية التي عبرت عن استيائها من اختيار ملعب صغير لاستضافة مباريات منتخبها الوطني. كما انتقد بعض الخبراء الرياضيين قرار “الكاف”، معتبرين أنه يقلل من قيمة البطولة ويضعف من جودة الاستضافة.

من جهة أخرى، دافع الاتحاد المغربي لكرة القدم عن اختيار ملعب مولاي الحسن، مؤكدًا أن الملعب يلبي جميع الشروط الفنية المطلوبة، وأنه سيتم إجراء بعض التعديلات لضمان استضافة ناجحة للمباريات. ومع ذلك، تبقى هذه التصريحات غير كافية لإقناع الجماهير والمراقبين الذين يرون أن الملعب لا يرقى إلى مستوى بطولة بحجم “الكــان”.

في النهاية، يبقى السؤال الأكبر: هل ستؤثر هذه القضية على سير البطولة؟ أم أن “الكاف” سيعيد النظر في قراره ويبحث عن حلول بديلة تضمن استضافة مباريات المنتخب الجزائري في ملعب يتناسب مع مكانة البطولة؟

ما هو مؤكد أن هذه القضية ستظل موضع نقاش في الأيام المقبلة، خاصة مع اقتراب موعد البطولة وزيادة الضغوط على “الكاف” لضمان استضافة ناجحة تليق بمكانة كأس أمم إفريقيا، البطولة الأهم في القارة السمراء.

السابق
برشلونة – أتالانتا: ضع رهانك على المباراة النارية في دوري أبطال أوروبا
التالي
صحفي بوركينابي: “الجزائر لم تعد تخيف بوركينا فاسو”

اترك تعليقاً