في خطاب تاريخي أمام غرفتي البرلمان، قدم الرئيس عبد المجيد تبون ،اليوم،رؤية شاملة لمستقبل الجزائر، مؤكداً أن اختيار مخاطبة نواب الشعب يعكس المنهج الجديد في إدارة الشأن العام وتكريس الحكم الراشد.
بداية الديمقراطية من البلدية و الولاية
وأشار الرئيس إلى أن قانون البلدية والولاية يمثل بداية حقيقية للديمقراطية واستكمال بناء مؤسسات الدولة، داعياً إلى الحوار الهادئ بعيداً عن الغوغاء والمساومة، منتقداً من يطالبون بالتغيير دون أن يكونوا جزءاً منه.
إقتصاديا .. الجزائر في المنطقة الخضراء
وفي الشق الاقتصادي، كشف الرئيس تبون عن تحول نوعي في المؤشرات الاقتصادية والمالية للجزائر، والتي باتت كلها في المنطقة الخضراء باعتراف دولي. وأبرز الرئيس النجاحات المحققة في مجالات متعددة، حيث تمكنت الجزائر من تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج البنزين منذ عام 2021، وتسجيل فائض في إنتاج الكهرباء يقدر بـ 12 ألف ميغاواط قابل للتصدير، إضافة إلى ارتفاع قيمة الإنتاج الفلاحي إلى 37 مليار دولار، مع التوجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في القمح اللين بعد نجاح تجربة القمح الصلب.
وفي إطار المشاريع الاستراتيجية الكبرى، أعلن الرئيس عن بدء استقبال ميناء وهران لأولى شحنات حديد غار جبيلات في عام 2026، ومشروع مد السكة الحديدية إلى تمنراست لاستغلال الثروات المنجمية، إضافة إلى مشاريع تحلية مياه البحر. كما أكد على أهمية برنامج السكن الذي لم يعد يشكل عبئاً على الدولة بفضل الاعتماد على مواد البناء المحلية، داعياً الجزائريين في الخارج إلى الاستثمار في وطنهم مع التأكيد على استقرار قانون الاستثمار لمدة عشر سنوات قادمة.
الجزائر مع فلسطين
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية والذاكرة الوطنية، جدد الرئيس تبون التأكيد على ثوابت السياسة الخارجية الجزائرية، خاصة الدعم المستمر للقضية الفلسطينية حتى تحقيق الاستقلال، والموقف الثابت من قضية الصحراء الغربية باعتبارها قضية تصفية استعمار. كما تطرق إلى ملف الذاكرة مع فرنسا، مطالباً باعتراف صريح بجرائم الاستعمار وتنظيف مواقع التجارب النووية في الصحراء الجزائرية، مذكراً بأن الاستعمار ترك الجزائر في حالة خراب مع نسبة أمية بلغت 90% غداة الاستقلال.
واختتم الرئيس خطابه بالتأكيد على استمرار سياسة دعم القدرة الشرائية للمواطنين، مع توقع زيادتها بنسبة 53% خلال العهدة الحالية، مشيداً بدور الشباب الجزائري في النهضة الاقتصادية من خلال الشركات الناشئة، ووصفهم بأنهم يمثلون جيلاً جديداً نظيف السريرة وأياديهم نقية من أساليب تضخيم الفواتير. وأكد أن جميع هذه الإنجازات تحققت رغم التوقعات المتشائمة التي راهنت على فشل النموذج الاقتصادي والاجتماعي الجزائري.