في تطور لافت، أصدرت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) قراراً يشير ضمنياً إلى خطأ سابق في التعامل مع قضية اتحاد الجزائر ونهضة بركان المغربي في نصف نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية الموسم الماضي.
هذا القرار يأتي بعد حوالي ستة أشهر من الجدل الذي أثاره حمل نادي نهضة بركان لخريطة مثيرة للخلاف على قمصانه، مما دفع اتحاد الجزائر والاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) إلى رفض المشاركة في المباراتين.
في حينها، اعتبرت لجنة المسابقات اتحاد الجزائر خاسراً في مباراتي الذهاب والإياب، لكن القرار الجديد للجنة الانضباط اكتفى بتغريم النادي الجزائري 20 ألف دولار عن كل مباراة، دون فرض أي عقوبات رياضية كما كان منصوصاً عليه سابقاً.
هذا التحول في موقف الكاف يعتبر اعترافاً ضمنياً بصحة الموقف الجزائري الرافض للخريطة المثيرة للجدل، وإقراراً بخطأ القرار السابق.
يبدو أن الضغط الذي مارسته الفاف على الكاف، من خلال سلسلة من المراسلات وتهديدها برفع القضية إلى محكمة التحكيم الرياضي في لوزان، قد أثمر في النهاية.
هذا الضغط أدى إلى إرباك واضح في قرارات الكاف، مما انعكس في غياب الخريطة المثيرة للجدل عن قمصان نادي نهضة بركان في الدور التمهيدي وعدم معاقبة النادي الجزائري رياضياً.
يفتح هذا القرار الباب أمام احتمال تغيير في تعامل الكاف مع قضايا مماثلة مستقبلاً. كما أنه يثير الترقب حول قرارات لجنة المسابقات بشأن قمصان الأندية في دور المجموعات القادم، حيث من المتوقع أن تتجنب الكاف تكرار ما وصفه البعض بـ”فضيحة الطبعة السابقة”.
في النهاية، يبدو أن هذا القرار يمثل محاولة من الكاف لتصحيح موقفها السابق دون إقرار صريح بالخطأ، في انتظار الفصل النهائي من محكمة التحكيم الرياضي. وتبقى هذه القضية مثالاً على تداخل السياسة مع الرياضة في القارة الأفريقية، وعلى أهمية الموقف الثابت والضغط المستمر في مواجهة القرارات المثيرة للجدل.
