
حكيمة عبد الصمد .. أول طيارة مقاتلة في سلاح الجو الجزائري
قليل من يعلم أن هذه السيدة أول طيارة مقاتلة في سلاح الجو الجزائري في الثمانينات، إنها الطيارة حكيمة عبد الصمد من ولاية باتنة .
تلقت تكوينها في طفراوي على متن مقاتلة MIG-7 وبعد إتقانها للطيران أكملت تربصها على متن MIG-15 .
وتمكنت من أن تصبح اول طيارة جزائرية وهي الوحيدة حتى الأن التي تملك خبرة 620 ساعة طيران على متن مقاتلتها من طراز MIG-21.
حكيمة .. أول إمرأة في العالم تقود طائرة حربية
قائدة طائرة حربية، وهنا نتحدث عن السيدة حكيمة عبد الصمد أول إمرأة جزائرية وعربية وإفريقية وفي العالم بأسره تقود طائرة حربية. ولئن تقاعدت من مهنتها بعد سنوات طويلة، حلقت خلالها في سماء الجزائر، إلا أن ارتباطها بعالم الطيران جعلها اليوم تشرف على تكوين متربصين شباب يعتبرونها القدوة الحسنة.
لم يكن مجال الطيران ذات يوم حلم السيدة حكيمة، إنما الأقدار قالت كلمتها لتحلّق بها في سماء الجزائر، فحسب ما صرحت به لوسائل الإعلام أن تجربتها في مجال الطيران الحربي كانت محض صدفة، ففي عام 1978 تحصلت على شهادة البكالوريا بمعدل جيد.
فاتجهت مع والدها إلى كلية الطب بمسقط رأسها ” ولاية باتنة ” والفرحة تغمر قلبها، غير أنهما مُنعت من الدخول إلى الكلية الحديثة لأسباب إدارية فأصيبا بالإحباط والغضب.
تقول الكابتن : في الطريق وقعت أعيننا على لوحة إشهارية مفادها: ” يا شباب الجزائر.. التحقوا بنا.. صيروا طيّارين ” لحظتها نظر إلي والدي وفهمت نظرته وبدون أدنى تردد عقدت العزم على الالتحاق بالميدان العسكري لأصبح قائدة طائرة حربية “.
ولم يكن نجاحها في هذا المجال الصعب مسلكا سهلا، إنما كان مليئا بالتحديات والعقبات، لكنها استطاعت بفضل صمودها وإصرارها على النجاح، حيث أجرت السيدة حكيمة فترة من التربص في التدريبات العسكرية والتقنية، ثم التدريب على قيادة الطائرة.
حيث باشرت فيه غمار قيادة طائرة من نوع “ساندونار” خلال السنة الأولى من التعلم، ثم في الأعوام اللاحقة قادت طائرة 34T ثم طائرة 15MIG لمدة 3 سنوات، ثم طائرة 17MIG، وهي طائرات موجهة للقتال، لترتقي بعدها إلى قيادة طائرةMIG21، وفي هذه المرحلة تدرّبت على كل أنواع المناورات الحربية.
وتعتبر الكابتن الجزائرية عملها بمثابة الجهاد وتحدي الموت في سبيل خدمة الوطن حيث تقول: “كل أنواع تلك الطائرات حربية 100 بالمائة، يعني تحليق بدون رجعة، مثلما يتم تدريبنا عليه، حيث كنا نتدرب على أن العدو أمامنا، إما أن نقتله أو يقضي هو علينا”.
وارتقت حكيمة إلى درجة القائد الثاني في المجموعة مباشرة بعد القائد الأول، لأن الطيران الحربي يتطلب الخروج في مجموعة، في هذه الفترة من أوج مجدها، بدأت الأوضاع تتدهور في الجزائر، ودخلت سنوات العشرية السوداء، فتذبذبت ظروفها المهنية.
وعن ذلك تقول : “خلال هذه المرحلة بدأ اللااستقرار يزعزع ثباتي في مهنتي كقائدة طائرة حربية، بعد 10 سنوات تحليق حربي تم تحويلي إلى النقل العسكري للزبائن، عملت في هذا المجال لسنتين، ثم تم تحويلي إلى الخطوط الجوية الجزائرية ” وهنا انتهى عهدها مع قيادة الطائرة وتقاعدت بعد أن سجلت اسمها في تاريخ الجزائر الحديث، وتركت بصمتها في قلب كل جزائري يهوى هذا المجال فكانت خير قدوة لهم.
تقاعدها لم يكن فراقا نهائيا مع الطيران، بل تم استدعاؤها من طرف نادي الطيران الجزائري، لتكوين الشباب، وبالموازاة أنشأت مؤسسة خاصة في مجال تلبيس العمارات، ثم دخلت مجال العمل الجمعوي بإنشاء جمعية مساعدة الأطفال كثيري الحركة.