أثارت طفرة جينية في الطبيعة دهشة وحيرة العلماء بعدما جرى الكشف عن أن حيواناً مائياً استطاع تطوير طريقة تكاثره عن طريق التوالد العذري، الأمر الذي من شأنه أن يهدد التوازن البيئي، ويشكل خطراً على مصير الأحياء البحرية وبالتالي مستقبل الحياة على الأرض.
في فيلم الرعب المذهل “أَس” لجوردان بيل عام 2019، نشأ جيش من أشباه البشر، ليحل محل السكان الحاليين.
تم الكشف لاحقاً عن أن “أشباه البشر”، عبارة عن نسخ جينية جرى إنشاؤها بواسطة برنامج حكومي جرى التخلي عنه.
ولا يزال استنساخ البشر بعيد المنال حتى الآن، لكن استنساخ عدد من الحيوانات من خلال التكاثر اللاجنسي المعروف باسم التوالد العذري، قد يؤدي إلى انتشارها بكثافة، حسب موقع “ياهو نيوز”.
وأصبح اليوم “جراد البحر الرخامي” أو ما يعرف بـ”الاستاكوزا”، صاحب الأرجل العشر، يستوطن المياه العذبة في العديد من النظم البيئية في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وإفريقيا، وكلها تعود إلى فرد واحد متطابق وراثياً ولد قبل أقل من ثلاثة عقود، لكن هذه المرة لم يكن بفعل حكومة، وإنما سارت الطبيعة ربما بشكل “خاطئ” من خلال طفرة جينية غير مسبوقة.
ولا يعرف بشكل دقيق أعدادها لكن هناك ما يقدر بـ23 ألفاً يعيشون في بحيرة صغيرة واحدة في ألمانيا، التي تقل مساحتها عن عُشر كيلومتر مربع، لذلك من المنطقي وجود الكثير منها.
وجراد البحر الرخامي هو القشريات الوحيدة المعروفة لعشاري الأرجل التي تتكاثر فقط عن طريق التوالد العذري، وجميع الأفراد من الإناث، والنسل متطابق وراثياً مع الأب.
طبيعته الغازية وانتشاره السريع عبر جزء كبير من الكوكب جعله هدفاً مثيراً لفضول البحث العلمي، بخاصة أنه يهدد التوازن البيئي، ويشكل خطراً على مصير الأحياء البحرية.
فريق من الباحثين ينشر نتائج جديدة
ونشر فريق من الباحثين تحليلاً في مجلة نيتشر لتطور علم البيئة، لجينوم هذا الكائن في محاولة لمعرفة أصله، ووجدوا أنه أغرب مما كانوا يتخيلون.
فقد اكتشفوا أن هذا الكائن الصغير يحتوي على 3.5 مليون زوج أساسي، وهذا أكثر من الجينوم البشري بكثير، الذي يتكون من حوالي 21 ألفاً من الجينات (الموروثات).
والشيء غير المعتاد هو أنه بدلاً من النسختين المتوقعتين من الكروموسومات، فإن جراد البحر الرخامي يحتوي على ثلاثة.
ورغم أنه لم يظهر بعد في براري الولايات المتحدة، إلا أن بعض المناطق تتخذ إجراءات وقائية، حيث تعتبر هذا الكائن محظوراً، حتى في تجارة الأحواض المائية.
وتضع بعض المناطق جذوع أشجار في قاع المياه حتى لا يتمكن جراد البحر من عبورها بينما تستطيع البرمائيات اجتيازها.
لكن هذه الاستراتيجية ربما لا تمنع هذا الكائن من إيجاد طريقة إلى الانتشار، حيث يمكن للفرد الواحد من جراد البحر أن يضع 700 بيضة، وجميعها نسخ عن نفسه، ويمكنه البقاء على قيد الحياة في ظروف الجفاف عن طريق الحفر في الأرض والهجرة فوقها، ما يجعله يتفوق على الأنواع المتوطنة.
الوكالات/ (نيويورك تايمز)