بعد التوقيع على اتفاقيات كامب دافيد بين القاهرة وتل أبيب، أنفتح باب تطبيع العلاقات مع إسرائيل واسعا أمام بعض الأنظمة الإفريقية. وكانت إفريقيا قد عبّرت عن تضامنها مع القضية العربية، بعد حرب أكتوبر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني كحد أدنى، والتصويت على لوائح صدرت في المحافل الدولية لصالح القضية الفلسطينية.
وذهبت بعض البلدان إلى أبعد من ذلك وأوقفت تعاملاتها الاقتصادية مع الشركات الإسرائيلية. وكان التبرير المنطقي الذي يقدّمه القادة الأفارقة لعودة العلاقة مع إسرائيل غير قابل للرد: وقفنا معكم حين كنتم في حاجة إلينا، أما الآن فبعد أن عادت العلاقات بين مصر والأردن والمغرب وبعض دول الخليج إلى مجاريها مع إسرائيل، فنحن لا نرى مانعا في عودتها معنا. وبالفعل، كثّفت إسرائيل من تغلغلها الاقتصادي والعسكري في القارة السمراء. وكان الرئيس الزائيري موبوتو لا يخفي ذلك، وأشرفت إسرائيل على تدريب جيشه وتجهيز قواته الأمنية. وكانت إفريقية الشمالية، ومنها الجزائر، ضمن إستراتيجية الاحتواء الإسرائيلية.