12 يوليو 2020 - 18:29

في فراش السلطة

ينطوي كتاب ” Nigel Cawthorne” الموسوم ” SEX LIVES OF THE GREAT DICTATORS” على خلل منهجي يتمثل في التوثيق العلمي، لكن ذلك لا ينفي أهميته في الكشف عن ” دور الجنس” في الحياة التي يعيشها الحكام بغض النظر عن موقعهم في سلم الاستبداد السياسي.

يستعرض الكاتب في 132 صفحة “الحياة الجنسية” لعدد من الزعماء عبر نماذج تغطي حوالي قرنين من الزمن، ويبدأ بنابليون ولينين وستالين وموسوليني وهتلر وماوتسي تونغ وكيم آيل سونغ وفرانسيسكو لوبيز( برغواي) وخوان بيرون (الارجنتين) وماركوس (الفلبين) وعيدي امين(أوغندا) وأتاتورك والملك فاروق وشاه إيران (الاب والابن)، والملك فهد (السعودية) وصدام حسين ..الخ.
يطل الكتاب على وقائع فاضحة لمعظم هؤلاء الزعماء وبطريقة يصعب سردها لكثرتها وتنوعها، لكنها تكشف عن ” كعب أخيل” في بنية هذه الشخصيات التي كثيرا ما ارتبطت صورتها بقدر هائل من المهابة في الذهن الشعبي، ويشير الكاتب لبعض الشخصيات السياسية التي لم تقع في فخ الشبق الجنسي ويراها عاشت حياة أسرية مستقرة وطاهرة( ويعتبر جمال عبد الناصر ضمن هذه القائمة ويصفه في الصفحة الأولى من مقدمة الدراسة بأنه ” Wonderful family man.”.
لكن السمات المشتركة التي يمكن استخلاصها من الدراسة تتمثل في الآتي:
1- أن الخيانة الزوجية رائجة جدا بين القادة ، وأن النفوذ السياسي ييسر لهؤلاء ترتيب الظروف لهذه الخيانة.
2- بعضهم انتزع زوجات رجال آخرين وتزوجوهن
3- أن بعضهم كان يخفي عجزه الجنسي بالإفراط في مطاردة النساء
4- رغم أن الجمال ليس مرتبطا بطبقة من الطبقات إلا أن أغلب ضحايا هؤلاء من الطبقة المخملية.
5- أن بعضهم لا يعرف عدد زوجاته ولا عدد الأبناء لان الأعداد تفوق قدرات ذاكرته
6- يورد الكتاب وقائع مذهله في درجة الشذود أو الخروج عن السلوك السوي , ويربط وقائع الشذوذ بكل من هؤلاء القادة واحدا تلو الاخرى..ويمكن العودة للكتاب للتعرف على من :
أ‌- قطع رأس زوجته ووضعه في الثلاجة وكتب تحذيرا يمنع فيه فتح الثلاجة، وعندما قامت عشيقته بتجاوز الأمر كان رأسها هو رقم 2 في الثلاجة
ب‌- من كان له خصية واحدة وكان ضعيفا في قدراته الجنسية فكان يصر على زوجاته أن تبقى في الفراش دائما عارية تماما
ت‌- من لا يستطيع المقاومة لأي قدر من الجمال فكان يُسمى في الوسط المحيط به ” صياد التنانير”
ث‌- من مارس الفضيلة لأنه مصاب بطلق ناري في عضوه الذكري خلال مشاركته في احد الحروب، لكنه كان مغرما في إرسال رسائل الحب لطالبات المدارس.
ج‌- بعض الحكام كان يرتب لقاءات “ناعمة” لقادة آخرين لدوافع سياسية أو غير ذلك.
ح‌- أحدهم سجن ابنه لأنه ” قتل زوج عشيقة والده”
خ‌- احدهم قامت عائلته بتدبير الفضائح لزوجته
د‌- بعضهم وقع في الحب من زاويتين الآيديولوجية والجسدية
ذ‌- بعض الثوريين استغلوا النساء في الإيقاع بخصومهم في التنظيم.
ر‌- أحدهم اغتصب فتاة على درج المنزل ، وعندما صرخت في وجهه انه اعتدى على شرفها: سألها “اي شرف تعنين”..؟
إنه كتاب مفيد لكل من في رأسه “مهابة السلطة” أو بقايا “مهابة”

مقالات ذات صلة

  • مستقبل غزة بين راهن ضاغط ومستقبل مفتوح

    وليد عبد الحي : مصر والمكانة الاستراتيجية

    25 أغسطس 2021 - 07:14

    عبدالحميد ابراهيمي .. المسؤول الوحيد الذي أبكاني مرتين تأثرا

    20 أغسطس 2021 - 20:30

    منطلقات المسؤولية المجتمعية

    19 أغسطس 2021 - 12:53

    رؤوس عشش فيها الهوى يجب فضحها

    30 أكتوبر 2020 - 16:54

اترك تعليقا

تصنيفات
خدمة نيوز