وقد تم لدى بعد الدول الأوروبية ذلك على ركام” الربيع العربي “- حالة فرنسا مع السعودية- لقد صدمت ليبيا حين قتل السفير الأمريكي فيها , مع ثلاثة أشخاص آخرين هم من أهم مخابراتها في ليبيا ،ومع ذلك توجهت إلى سوريا لتخريبها , و ذلك ضمانا لبقاء قاعدتها العسكرية إسرائيل قيد الهيمنة على المنطقة ، بعد أن اختل توازن الردع فيها بما أحدثه حزب الله ، و بما تمكن الجيش السوري من تحول عسكري اوجد خللا في المنظور العسكري الاسرائلي .
لقد سخرت مخازن السلاح الليبي لمواجهة سوريا و بشكل كارثي على الشعبين , يقول العقيد الطيار الليبي , قائد القوات الجوية اللبيبة سابقا , لقد تم تنظيم 240 رحلة جوية من القاعدة إلى تركيا ولم يسمح لنا بالدخول إليها ..!!! و قد أحيلت سوريا إلى مجلس الأمن قصد تفتيتها ، مما دفع الصين و روسيا إلى استعمال حق النقض بما فيها المزدوج أربع مرات ، و هو ما أكد لاحقا للغرب كله ، بان عصر الفوضى باسم مجلس الأمن الدولي قد انتهى , و إن الأحادية القطبية أصحبت من الماضي , بل أكثر من هذا .
إن روسيا أصبحت القوة التي بإمكانها أن تسير العالم مع شركائها ، سواء فيما عرف بمجموعة” بريكس” او بمجموعة” شنغهاي “وحتى الولايات المتحدة الأمريكية لما بدأت بالحصار على روسيا كانت تعلم انه حصار لا يلتفت إليه الروس، و لا يمكن أن تكون نتائجه غير بعيدة عنها , بل إن روسيا ، علقت على ذلك بقولها انه سيكون مؤلما على أمريكا و من لحق بها و قد ثبت ذلك ، بمجرد أن أعلن عن صفقة الغاز مع الصين ب : أربعمأئة مليار دولار , و هي صفقة لم يعرفها التاريخ البشري حتى في عهد الإمبراطوريات الكبرى , و بهذه الصفقة يتأكد أن الصين و روسيا أصبحتا في المياه الدافقة , و هي الحلم الذي ظل يراود الصين لأكثر من قرن من الزمن , ذلك أن المشروع هذا سيصب في نهاية مراحله في بانياس السورية , المدينة المطلة على الساحل السوري ،
وهنا يمكن التأكيد , أن كل الحروب الأمريكية الأخيرة خاصة ضد سوريا و أفغانستان هي من اجل أن لا يصل الروسي و الصيني لهذه المنطقة ، وأن لا يمر الغاز الروسي إلى الصين، المرور الذي سيفرض معادلات سياسية و إستراتجية جديدة ،هي بالتأكيد ليست في صالح الولايات المتحدة الأمريكية ،
و لكن ليست الشراكة الإستراتجية بين الروس والصين قائمة على مجال الغاز بل إن ما لم يصرح به في الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها هي الأخطر والأهم في هذه الإستراتجية , وخاصة تلك المتعلقة بتكنولوجية السلاح ، و من هنا يمكن التأكيد أيضا ، على أن تلاقي القوة العسكرية الروسية بالقوة الاقتصادية الصينية سيجعل منهما القوة الأولى في العالم .